الأربعاء، مايو ١٠، ٢٠٠٦

الطباشير الملون

اهداء أول
الى البنت التي مهما غابت
يوجعني حضورها !!!
الى ... وفاء ادريس.
اهداء ثاني
الى هذا الذي بلا وطن
يا ليتني املك غير الكلمات.
الطباشير الملون
اليوم عيد ميلاده ، أطفأ شموع عمره و أغلق نوافذ بيته و استلقى كعادته كل مساء ، صحا من نومه ، لم يحلق ذقنه فقط .. ارتدي معطفا قديما و انطلق الى الشارع .
حملق كثيرا في اللافتات ، غنى مع تماثيل الميدان أغنيته المفضلة
" أدي اللي كان و أدي القدر و أدي المصير .. و نودع الماضي و حلمه الكبير ... ايه العمل في وقت ده يا صديق .. غير اننا عند افتراق الطريق .. "
في السابعة امتلأت الشوارع ، امتزجت الدهشة باللامبالاة في عيون العابرين ، حاول أن يوقف بعض المارة .. لم يعره احد اهتماما ، لم يستسلم ، امتطى صهوة حلمه و ترك الميدان ، جلس هناك على حافة الرصيف المقابل - يعيش بطلنا في مدينة لا يحتل الباعة الجائلون أرصفتها - أخرج طباشيره الملون ، بدأ يرسم.
-1-
رسم طفلا يجري على شاطئ البحر يحمل مفتاحا يلوح مودعا لسفن كثيرة تحمل عجائز و أطفال يبكون ، كان هناك ثقب صغير بجوار القلب ينز دماترك اللوحة ......
-2-
رسم طفلة بضفائر ، وعينين عسليتين و انف دقيق ، تجلس على ركام منزل و بيدها عرسوة متفحمة ...... كانت تبكي !
جلس ليستريح على حافة الرصيف ، أشعل سيجارة تبدي له دخانها حماما أبيض ، لدهشته لمح الطفل ينهض من لوحته ، أمسك بكف الطفلة و اختفيا !!!!!
أشاح بيديه الدخان ، رآهما هناك في وسط الميدان .. هو ينزف و هي تبكي .لدهشته أكثر رآها تمطر - في يونيو - اختلطت قطرات المطر بدمائه على الأسفلت .
استوقف بعض المارة ، أقسم بأن الطفل الآن يشرب ماء المطر من كفيها ، لم يصدقه أحد - لكنهم هناك البنت حلت ضفائرها و ارتدت فستان زفاف أبيض يتلألأ تحت أشعة الشمس - اختفى المطر -كانت تحمل بيديها كفنا أبيض . الولد يركض هناك مازال ينزف راسما بدمه خريطة للوطن ، فجأة اختفى كل منهما .- لكنهم هناك ....... تاهت كلماته وسط الزحام لكن لم يستطع أحد أن يفسر قطرات الماء الممزوجةبالدماء على الأسفلت أو ذاك المفتاح الملقى جانب الرصيف.
لم يجادلهم .. عاد لبيته و اختفى .
-3-
تعددت الروايات حوله
* قال البعض بأنه مات مختنقا بتسرب في الغاز الطبيعي
* أكد البعض الآخر أنهم رأوه خادما في ضريح أحد الأولياء
مالم يعرفه أحد أنه عاد لبيته و بعد نوم عميق التحق بوظيفة حكومية ، و سافر اعارة لأحد البلاد النفطية ......