الثلاثاء، أبريل ١٥، ٢٠٠٨

قرارات راديكالية

تم الاكتفاء بمدونة وحيدة و سترتاح الخزنة قليلا من نشر نصوص أو أوراق جديدة هنا
ما زلت موجود هناك

الجمعة، مارس ١٤، ٢٠٠٨

12 مايو



12 مايو



ثلاث دقائق فقط
وسط ممرات ضيقة كمواسير الصرف الصحي
خلف الباب الزجاجي ؛
عادل أدهم ، يتسلي بخنق سمكتي السوداء الصغيرة


زميلي صاحب الرموش الثقيلة ، يبتسم لأنه يعلم أنني أريد قتله


الطبيب الشاب ، يبتلع حبوبا بيضاء صغيرة ليُبقي علي ابتسامته في مكانها


صديقتي "الفيمينيست" تمارس تدريبات الجري في المكان


يبحث مندوب المبيعات ب ذقنه الحليقة عن زبون يشتري دبابات مستعملة .


أمي صامتة كإله


ثلاث دقائق فقط


أصحو من نومي ممسكاً بجناح طائرة ورقية رديئة الصنع .

مقطع من

" روزنامة "

السبت، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٧

ابراهيم السيد يبقى وحيداً ويكتب... في «بار ستلا»




ابراهيم السيد يبقى وحيداً ويكتب... في «بار ستلا»
محمد خير




«هذا الجوع إلى أي امرأة/
هو ما يجعلني أكثر حذراً/
عندما أحلق ذقني كل صباح/
أخاف جرحاً صغيراً/
تنفلت منه رغباتي المحبوسة».

في باكورته الشعرية «كيف يقضي ولد وحيد الويك إند» (دار ميريت ـــــ القاهرة)، يبدو الشاعر إبراهيم السيد (1983) موهبة تبحث عن صوتها الخاص. وهو بحث في التزامه بأرض النثر يتحرك منها باتجاه الماضي أكثر مما يفعل ـــــ عادة ـــــ أبناء جيله.

هو يريد أن يكتب قصيدة «ما بعد حداثية كالمعرّي» وإن كانت «نقية، كالمياه المعدنية» منطلقاً من مقولة البرتغالي الأشهر فرناندو بيسوا «أن أكون شاعراً ليس ما أطمح إليه، لكنها طريقتي كي أكون وحيداً».
في الديوان الصغير الذي يفتقر إلى الفهرس، يقسّم إبراهيم قصائده إلى نصفين، يخصّص لنفسه القسم الأول «يبدو أن أحدنا قد مات» بينما يعنْون القسم الثاني المشغول بالحب «منقوش بحنّاء». والحب هنا يفوح ببراءة القصائد الأولى
«كانت في العشرين/
بخفة أرنب/
ورائحة الليمون، تركت جسدها، أمانة/
مع الولد الذي من فرط طيبته/
صنع من قلبه مظلة للغرباء».

إنه حب، في واقعيته، يلتقط التفاصيل دون أن يشذبها، فتبدو حبيبته
«موناليزا محجبة/
تحتمي بظل ابتسامتها من مطر
أسئلتي».

يعود الواقع تدريجاً عندما يتسع الكادر في الشارع أثناء «ظهر اليوم الأول»، يسير
«في خطوط متعرجة/
يسير مبتعداً، عن الأرصفة/
عن عربات الأمن المركزي ـــــ المنتشرة كالروماتيزم في مفاصل المدينة ـــــ عن عساكر الشرطة ـــــ هؤلاء الطيبون المصابون بفقر الدم وسوء التغذية ـــــ يسير باحثاً عن امرأة تشاركه/
ضحكة مشروخة من أثر الدخان/
ومحبته تلك التي لا يملك غيرها».

قصائد قصيرة مترددة بين الواقع والرغبة، تمزجهما في عبارات لم تتخلّص تماماً من موسيقى التفعيلة، وما زالت تنتظر المعجزات
«لستِ نبية ـــــ ما ستعتبرينه تمييزاً ضد المرأة ـــــ رسالتك المحبة/ حوار يوك/ أطفال الشوارع/ ثوار سابقون/ مناضلون ـــــ هكذا يسمون أنفسهم ـــــ شعراء متقاعدون/ عمال المقاهي/ منادو السيارات/ لستِ نبية/ لكنك سيدة المعجزات الصغيرة».
باستخدام لغة سهلة تتصاعد القصائد ـــــ كل على حدة ـــــ حتى تلقي بما في داخلها وتستكين، كما يحدث مع الجالس في «بار ستلا»:
«كان عليّ أن أبكي قليلاً/ كساحر متقاعد/ فقد يديه/ أفكر في النوافذ المفتوحة/ الأشجار التي قتلناها/ السلالم التي لا تنتهي لمحطة مترو الأوبرا/ الروائح التي لا أميزها لأصدقائي الافتراضيين/ الأبواب التي فقدنا مفاتيحها».



عدد الجمعة ٧ كانون الأول

الاثنين، نوفمبر ٢٦، ٢٠٠٧

السادسة صباحا


السادسة صباحا




تائه ُ
كأرض محايدة ،
وسط إشارات مرور الطريق ،
الطريق المتجه إلي السماء .

أترك خلفي القطارات ، سُعاة البريد ، قاعات السينما الخاوية ،القبلات المسروقة،المقاهي الصغيرة؛ أخرج إلي العالم لأطارد الملائكة التي تملأ ذاكرتي .

في محطة المترو القريبة ؛

الأرق كان يمنع الأرصفة من استقبال الموتي

الموتى الذين أرادوا فقط :
أن يرتاحوا قليلا من اللغة .
أن ينسوا من لم يمر بجنازاتهم ؛
لكي يجدوا متسعا من الوقت
للنوم ، تذكر الغناء القديم و الأصدقاء الذين ظلوا أحياء .

عامل التذاكر
الذي يخاف من قيامة مبكرة
يحملق في الفراغ
يخرج الأحلام من جيوبه
يستعد للعرض اليومي وراء الشباك



العاشق الذي قطعوا رأسه قبل ثلاث سنوات ما زال ينزف



السكارى الذين شاركتهم أمس زجاجة بيرة
يتساءلون
هل أحلامنا بالأبيض و الأسود
أم هي حياتنا غير ملونة ؟


أحدهم كان يبكي لأن حذائه أفسده الدم
و الآخر الذي بكي كثيرا الليلة الفائتة
قرر أن يتبول وسط الرصيف ليتخلص من رائحة الدم المتخثر التي تملأ أنفه



الشحاذ الذي ملّ وجوه الناس الشاحبة
قرر أن يغير مهنته بعد أن يجمع ما يكفي لشراء هاتف محمول




أسحب العاشق مقطوع الرأس من يده ،
يتبعنا السكارى .
نترك الموتى و الشحاذ و عامل قطع التذاكر خلفنا .
نبحث عن مخرج آخر
، يصلنا بالحياة .








الجمعة، نوفمبر ٠٢، ٢٠٠٧

31 أكتوبر


31 أكتوبر



كل خريف
أحضر أعياد ميلاد كثيرة
ما يجعلني مطالبا طوال الشتاء
بنسيان أن العمر يمر ،
و أن شاربي لم يزل خفيفا .



اغسل أسناني ثلاث مرات في يوم ،


أبدأ في تحديد ملامح لعلاقاتي الغائمة ب
السجائر /
المقاهي /
الأصدقاء .


أبدأ بنشاط مصطنع في ملء ولاعاتي القديمة
و تدوين الأحلام .


كل مرة
احلم بشتاء مختلف ،
و شارب أكثر كثافة .

في الخريف القادم :
لن أسخر من فتيات الثانوية الفنية
بالماكياج الرخيص فوق الوجوه /
سأصاحب الدراويش الذين يفترشون أرض الميدان /
سأطلي جدران غرفتي بالأخضر /
سأشرب حتى انسي كل أعياد الميلاد /
سأشتري حوض سمك /
و سلحفاة .

سأزور كل أصدقائي /
أستمع لهم جيدا /
أربت علي ظهورهم /
اشتري لهم هدايا
- فقط لمن لا عيد ميلاد لهم - .


- II -

بينما تكتشف أعمدة الشوارع
وحدتها .

أبدأ في تدوين أحلامي المتكررة

حيث أجلس علي كرسي في آخر الزقاق ،

لأقطع الطريق علي الهاربين .

منتظرا من يملك قلبا صغيرا

له أربع نوافذ

ليستطيع رؤيتي .


31 أكتوبر 2007

إبراهيم السيد

الخميس، أكتوبر ١٨، ٢٠٠٧

بروفة





كأنك ممثل هزلي علي خشبة مسرح، أمامه كراسي فارغة

لا تحتاج أحدا سوي أن تبدأ بالكلام .


تنساب الكلمات ؛


حكاية

و يمتليء المسرح بالناس .


حكاية أخري

يبدأ التصفيق .


حكاية أخري

يرتفع صوت الضحكات .


حكاية أخري


و أخري


خليط من

قهقهات

و آهات

و دموع .




تعرف الآن

أنك لا تحتاج أحدا
غيرك .

الخميس، أكتوبر ٠٤، ٢٠٠٧

حفلة توقيع : كيف يقضي ولد وحيد الوييك إاند



"
يسعد مركز قهوة عم حسن الفني الثقافي بشارع شامبليون أن يعلن عن حفل توقيع ديوان شاعر العروبة رب الليّ و القلمِ الشاعر إبراهيم السيدالمعروف بإبراهيم سيد العارفين .

و ذلك في الموافق الإثنين 8 أكتوبر (الإتنين اللي جاي) الساعة 9 مساءا بدار ميريت الكائنة بـ 6ب شارع قصر النيل الدور الأول الديوان بعنوان : كيف يقضي ولد وحيد الويك إند؟

وعلى من يعرف الإجابة التوجه إلى مقر الدار في المعاد أعلاه لتسلم جائزة الحج و العمرة كل عام و أنتم بخير


دار ميريت

...

دارٌ

..

تأخذك إلى الجنة..


جدير بالذكر أن مركز قهوة عم حسن التقدمي التوسعي يقوم على إدارته الشاهبندر دكّان محل: محمد مفيد و يواظب على الحضور للقاء شعراء المركز الكتاكيت _أمثال الشاعر الرومانسي محمود عزت و الشاعر هيما سيد _ الشاعر الفريق أول : محمد أبو زيد علما بأنه قد تم تصحيح الديوانين "شغل كايرو " و "كيف يقضي ولد وحيد الويك إند " و تحقيقهما و تنقيحهما بالحواشي و الشروح و حذف الفواصل و علامات التعجب على طاولات المركز في حضور الشاعر محمد أبو زيد و الشاهبندر و لفيف من المباسم و المشاريب . "



انتهت الدعوة اللي كاتبها محمود عزت الشاعر الرومانسي الجامد اوي ، و ابن أمبابة ، و صهر لعائلة القصر العيني و أبو الريش .

و علي الرغم من ان محمود بك عزت أغفل الألقاب تواضعا ، و نسيانه ان الشاعر الشبل ابراهيم السيد ، قد أنعم عليه ولي النعم ، بحضور الشهبندر و المهيب الركن محمد أبو زيد لقب ( الوجيه الأمثل إبراهيم أفندي السيد ) و مهنته ( حكيم ) .


** تصحيح صغير الجوايز في المسابقة حتبقي 3 جوايز بس

تحت اشراف وزارة الشئون الاجتماعية


دار ميريت


دار تأخذك الي الجنة

الاثنين، سبتمبر ٢٤، ٢٠٠٧

للموت المبكر رائحة نيئة


للموت المبكر رائحة نيئة
صباح غائم /
مطبخ صغير ضيق /
طاولة متسخة /
ستائر بيضاء /
ملائكة متعبة ترتاح من الكتابة /
كلاب تنبح في آخر الشارع .
من يفتح النافذة .
النافذة التي تطل علي :
جراج اتوبيسات النقل العام .
الزمن يسيل مع الشبورة ،
علي زجاج الأتوبيسات التي تئن من الوحدة .

العجوز
الذي يقلد صوت القطار
القطار ذاته الذي ينتظرَه منذ سنين .

الجار
الذي شنق نفسه العام الفائت ،
ترك خلفه نباتات منزلية ميتة ،
ذهب الي الجنة .

الأعرج ،
الذي تسيل الحياة من قدمه المقطوعة .

من يفتح النافذة
الشارع طويل
بلا اشارة مرور واحدة .


"

الأحد، سبتمبر ٠٩، ٢٠٠٧

كيف يقضي ولد وحيد الويك إند


الفوتوغرافيا و تصميم الغلاف
أحمد اللباد


الديوان يصدر خلال أيام من دار ميريت للنشر




الخميس، سبتمبر ٠٦، ٢٠٠٧

.........








لماذا يجئ العام الجديد في الشتاء ؟


لماذا نخاف الصور ؟


لماذا لا تكف التليفونات عن الرنين داخل رأسي ؟


لماذا لا نحب النهايات ؟


لماذا ننتظر النهايات ؟


لماذا لا تتشابه الأحلام ؟


لماذا - دائما - الطريق طويل , بلا إشارة مرور واحدة ؟


لماذا ليس كمثله شيء ؟


ل


م


ذ


ا


؟


السبت، أغسطس ١٨، ٢٠٠٧

شارع طويل



أسير في الشارع ؛

البنت التي تقف في النافذة المفتوحة

تكذبُ

صبغت شعرها " بنّي فاتح " ،

لأنها لا تحب الأطفال .
تبكي في صمت

تنتظر نبيا

ينقذ عالمها .
**

العجوز الذي يغني في الشارع

" أنا قلبي برج حمام "

يقلد صوت القطار .

القطار ذاته الذي ينتظرَه منذ سنين .

**

الجارالذي شنق نفسه العام الفائت ،

ترك خلفه نباتات منزلية ميتة

ذهب الي الجنة .

**
هكذاأسير في الشارع

الشارع طويل

بلا اشارة مرور واحدة ."

التسميات:

الخميس، أغسطس ٠٢، ٢٠٠٧

ظهيرة صيفية


" مررت


بحديقة


معتمة قليلا


- حتي في الظهيرة -


لا تتسع لقلبي .



تشبه حياتنا


مقاعد خشبية ،


فارغة


تخاف الطيور .

تموت ،

و تبقي الاعلانات القديمة


معلقة

علي

حوائطها "

الجمعة، يوليو ٢٧، ٢٠٠٧

انتظار




مشغولا بعد جثث الموتي في ذاكرته .

تنبعث رائحة البن من دمه .

دمه
الذي يسيل علي ذراعه .
لم يلحظ ْ أحد

رائحة الكحول
الذي تطاير سريعا
مع حزنه .

الأحد، يونيو ٢٤، ٢٠٠٧

بار ستلا

أجلس ،
خلف ظهري
سنين من الكلام القليل و المشي .

أنظف رئتي بالدخان
من بقايا الهواء الفاسد .

أبحث في دفاتري القديمة عن أصدقاء سفلة
خدعوني
و صعدوا الي السماء .

كان علي أن أبكى قليلا ،
كساحر متقاعد ،
فقد يديه .
جلس ليكتب عن ؛
النوافذ المفتوحة ،
الأبواب التي فقدنا مفاتيحها ،
الأبواب التي تيبست مفاصلها من الوحدة ،
الأشجار التي قتلناها ،
السلالم التي لا تنتهي لمحطة مترو الأوبرا ،
الروائح التي لا أميزها لأصدقائي الافتراضيين ،
الساعات التي فقدت عقاربها .

آخر الليل وجدت يدي ،
ملقاة بجوار الحائط
مهملة
بلا أصابع .
تركت كل من كانوا هناك ،
خلفي .
ألقيت التحية علي النافذة المفتوحة
بكيت .

الثلاثاء، مايو ٢٢، ٢٠٠٧

بالمرآة


بالمرآة




وجهي / وجهك

جسدك ،

القميص الأسود ،

الشامة السوداء ،

"صباح الخير "
المعلقة بين الشفاه .



الحزن يسيل بين القميص و جسدك

و قلبي ممزق
بينك و بين المرآة .


التسميات:

الاثنين، مايو ٠٧، ٢٠٠٧

نوستالجيا

© Kelly-Mooney


في اللحظات الأخيرة من الليل

نفقد مفاتيحنا .

لا نحتاج شيئا

سوي ،

أن نُعود أصابعنا علي الغياب .

السبت، أبريل ٢١، ٢٠٠٧

أشباح طيبة - 2 -



سرت قليلا ، شعرت بدوخة و صداع ،جلست علي الرصيف.تسللت برودته الي جسدي .
كما يعاد المشهد السينمائي بشكل بطيء تذكرت كل ما مر بي .تذكرت البنت التي كانت تشبه قصائد كفافيس ، ناعمة و غامضة .كان الرصيف بارد و شفاهها شاحبة .أتذكر كيف تعودت أن أراك وأنا نائم كل صباح، كنت أنت تسيرين في حواري ضيقة وأزقة عتيقة
سألتك، وأجبتني بأنك تحبين شراء الفاكهة من أسواق القدس القديمة وأنك تحبين التين وعنب الخليل .

- أحضري لي برتقالاً من يافا.
- هل يتجاور العنب والبرتقال؟
- أو لسنا في الجنة؟!
- لا أنت نائم في سريرك تقرأ الجرائد وتشرب القهوة،

وأنا أساوم الباعة في أسواق القدس العربية.

-2-


تعودت أن أراك ، و نحن نسير سوياً في شوارع الإسكندرية.

" سرنا في شارع النبي دانيال ،الضيق المزدحم دائماً بباعة الكتب القديمة والملابس الرخيصة

و اللانجري، كان خالياً كما يليق بصباح يوم أحد من يونيو.

ألقينا التحية على عساكر الشرطة الجالسين في نوبتجية حراسة أبدية أمام المعبد اليهودي. نظرنا طويلا ل " البن البرازيلي " بعد التجديد القبيح ، أعطينا ظهورنا لعمر أفندي و كافيتيريا " ديليس " حتى وصلنا إلى الميدان.
لم نجد تمثال " سعد زغلول " وجدنا كراسٍ كثيرة مرصوصة في صفوف منتظمة،

أمامها كان هناك شاشة عملاقة،
جلسنا لنرتاح .
أخرجت أنت عنقود عنب من عنب الخليل، وانشغلت أنا بالبحث عن التمثال المفقود،و ابتدأ عرض الفيلم .




" ظهرت غرفة مظلمة، بانت ملامحها تدريجيا بضوء الشموع كانت هي غرفتي، على الرغم من ذلك الإحساس بأني أرى كل شئ للمرة الأولى ، الكتب الملقاة على السرير ، لوحات بيكار المعلقة على الحائط ، الجاكت الجلد المعلق بإهمال في إحدى الزوايا ، الجوارب، بقايا الأكل، الأوراق المتناثرة في كل مكان .
نعم؛ هي غرفتي . ألمح وجوهاً مألوفة لأناس لا أعرفهم
– ربما عرفتهم في أزمنة أخرى-
وهم يعبثون في أوراقي

وأحدهم
، ذلك الذي يشبه عادل أدهم ،
كان يلهو بخنق السمكات السود الصغيرة في حوض السمك المرسوم على الحائط . "


كنت تأكلين العنب وتنظرين بتركيزٍ شديد على الشاشة .

بكيت أنا؛ وضعت رأسي فوق ركبتيك وبكيت

وأنت منشغلة بالفيلم . أمطرت السماء، اختلطت دموعي بماء المطر
مكونة بركة صغيرة تصب في قلوبنا ثم تبخر الماء من حرارة أنفاسنا.

أتى عمال كثيرون ، أزالوا شاشة العرض والكراسي وأعادوا التمثال.

تركونا نجلس وحيدين في وسط الميدان
وأنا مازلت أضع رأسي على ركبتك .










- هل لو جلبتِ معك "برتقال يافا" ما حدث كل ذلك؟

- أنت مجنون

- أراك كل صباح عندما يختلط صوت حنان ماضي ببخار الشاي بالنعناع
،
تحكمين وضع الإيشارب

خلف نظارة شمسية ،

وحقيبة مليئة بأدوات التجميل؛ ومصحف صغير.

- أنا لست كذلك!
- هكذا أراكِ
- أنت مجنون؟!
- أنا عاشق
- وما العشق؟
- أن أنام كل مساءٍ محتمياً بصوتك
-ذلك الذي يأتي عبر خطوط الهاتف-
من أحلامي السيئة .
أن أصحو من نومي متخذاً من رسائلك القصيرة تميمة ضد الحظ السيئ.

- أنت مجنون !؟
- أنا عاشق .



مضيت أنتِ،
أخفيت أجنحتك وسويّت خصلات شعرك خلف الإيشارب ، وذهبت.

أعلم أنك غاضبة لأنني لم أكن جيداً كفاية هذا الصباح و نسيت أن أضع قليلاً من روحي كملحٍ لطعامك.

كنت وحيدا ، و مازال مارسيل خليفة يغني ل " ريتا " وعيونها العسلية والبندقية.

سأغنى أنا أيضاً :


للهواتف المحمولة،


للرسائل القصيرة ،


لرائحة القهوة التي تنبعث من ثنايا صوتك.

جالساً على المقهى، أعطي ظهري للبحر ، أقرأ الجرائد، اكتفي بتعليقات فوق جدران غرفتي/ عالمي .



.

.

.

يتبع

التسميات:

السبت، أبريل ١٤، ٢٠٠٧

أشباح طيبة

سرت قليلا ، شعرت بدوخة و صداع ،جلست علي الرصيف.تسللت برودة الرصيف الي جسدي .
كما يعاد المشهد السينمائي بشكل بطيء تذكرت كل ما مر بي .
تذكرت البنت التي كانت تشبه قصائد كفافيس ، ناعمة و غامضة .كان الرصيف بارد و شفاهها شاحبة .
لنخلص اللغة من لعنة التشبيهات .
هي مجرد بنت شاحبة ، ترتدي بلوزة زرقاء . نظرت إلي الشجرة المتربة بجانب الطريق ، الي السيارات المركونة ، الي كل شيء و تجاهلتني . لم تعلق البنت بأي كلمة .
خمنت أنها لا تراني و أنا جالس ، فوقفت ، تقدمت نحوها لم تبد أي إشارة علي رؤيتي . قلت ربما هي شبح ؟
ارتحت لتفسير الأمر بهذا الشكل .
إذن البنت الشاحبة ذات البلوزة الزرقاء شبح .
الأشباح كثر بهذه المدينة .
تركتها واقفة في انتظار شيء ما ، مشيت في اتجاه المقهي ، خف الصداع قليلا ، أحسست بآلام في جسدي كله ، ربما من تأثير الخمر ، أفرطت قليلا بالأمس . مررت بمحل للعب الأطفال ، ماذا لو أشتريت دمية ، أرنب صغير لحبيبتي ، لكن لا حبيبة لي ، لا أعرف أحدا يستحق دمية . سأعطيه للبنت الشبح ، بالتأكيد الأشباح تعرف أكثر ان دمية علي شكل أرنب صغير لا تعني أكثر من دمية علي شكل أرنب صغير .

أسير حاملا الأرنب الصغير ، متجها للبنت / الشبح ، التي ترتدي بلوزة زرقاء و شفاهها شاحبة . لن أغازلها فنحن لا نغازل الأشباح ، ربما نصبح أصدقاء و تحكي لي كيف تقضي يومها . الليل يبدو طويلا و أنت بلا احد يسير معك ، لا أحد سوي الأرنب الصغير . من أين يجئ صوت فيروز :
" «صباح ومسا، شي ما بينتسى/تركت الحب، أخدت الأسى» "
مختلطا بصوت الموسيقي اليوناني البعيدة . ألم أقل لكم البنت تشبه قصيدة ل كفافيس .

الجمعة، مارس ٣٠، ٢٠٠٧

أرق


أرق




-1-


أصحو مفزوعا
كل ليلة .


كانت هنا شجرة ؛


تتساقط


أوراقها ،


فوق رأسي .


-2-


أصحو مفزوعا
كل ليلة .


وراء هذه الجدران


فرصة أخيرة .


...


لكي أبكي .


-3-


في الشتاء


أصحو مفزوعا
كل ليلة


خلف كل هذه الغيوم


قمر مبتل .


-4-


كل خريف


أنام مرتبكا .


الشجرة


رحلت ؛


و تركت لي


العصافير .

الأحد، مارس ١٨، ٢٠٠٧

الثانية عشر ظهرا

الثانية عشر ظهراً

-I-

كالعادة
العاهرات نائمات ،
الموظفون
يستعدون للموت مبكرا ،
القطارات متأخرة عن مواعيدها .
الملائكة
يدونون أسرارا صغيرة .
الملائكة
يكتمون السر ،
يكرهون الكلاب .



يرفرفون بأجنحتهم فوق رأس أمي
- علّ الصداع يهدأ -
يعرفون ؛
أن حبيبتي حين تتململ في جلستها ،
تسُب الشمس .
أنها حين تمشط شعرها
ترتعش شمعة .

II

الثانية عشر ظهراً

لا ينقصنا شيئ لنصبح ملائكة
فقط:
جناحان من ورق مقوي،
أجساد متخففة من الرغبة ،
و صمغ .

الأحد، فبراير ٠٤، ٢٠٠٧

الإحتفاء بالأرق!



هل كوني مصاب بالأرق ، يعني إنني مبدع؟


فحتي سائقوا التاكسي يعانون أيضاً من الأرق .



إذن ما يجمع طبيب من طنطا مع سائق تاكسي في الاسكندرية ، و بنت تنتظر في القاهرة ؟


سوي أنهم جميعا يعانون من الأرق .


و ما هو تعريفنا للأرق؟

فما أظنه أنا نوبة من نوبات الارتياح الغير مبررة التي تصيبني ، فأشعر بسعادة غير معلومة المصدر ، و أندم لو سرقني النوم .

تماما هو ما تعتبره والدتي عذابا ليليا كونها لا تستطيع النوم و تجدها فرصة مواتية لتصفح صور عائلية قديمة ،

و ربما يلعن سائق التاكسي الحكومة و الجو و كل الناس الذين يطالبونه بديون يشك هو نفسه أنّه أخذها .


الزمان واحد و الأرق موجود بشكل أو بأخر . ربما هي طريقة نظرنا للأمور هي التي تختلف .
و كالعادة سينتهي الموقف بالطبيب الشاب ، يبعث برسالة قصيرة للبنت التي تنتظره في القاهرة و هو يركب مع سائق التاكسي الي العجمي .

بينما لا تكف السماء عن المطر .

الاثنين، يناير ٢٩، ٢٠٠٧

قطار الحادية عشر.

قطار الحادية عشر
يلعب أمناء الشرطة الورق ،
يتبادلون النميمة .

يعودون لبيوتهم
يفرغون جيوبهم من :
الرشاوي الصغيرة ،
و مناديل متسخة بالإهانة .

يلبسون جلاليب واسعة ،
يحلمون
ب :
ضباط أقل قسوة ،
زوجات مطيعات ،
حقول اكثر براحاً ،
وحيوانات تُدر لبناً .

في الصباح
يعودون
....
أمناء شرطة .

الخميس، يناير ١٨، ٢٠٠٧

موزاييك و شعر و أشياء أخري .

غيبة طويلة ربما منذ كتبت هنا لآخر مرة ، ربما لكوني أحضر لنشر ديواني الأول قريبا
من دار ميريت للنشر
" كيف يقضي ولد وحيد الويك إند "
(دعواتكم معانا نلحق المعرض .)
و ربما لأنني منذ التحقت بورشة الكتابة الإبداعية في " كتب خان " بالمعادي ،
( الورشة تحت إشراف الكاتب الجميل و البني آدم الحقيقي
"ياسر عبد اللطيف "
تحتاج ربما تدوينة كاملة يوما ما )
و أنا أشتغل علي كتابة مغايرة لما كتبته من قبل من أحلام و شعر ،
أكتب نصوصا مفتوحة أشبه بسيرة ذاتية لي و لناس آخرين تقاطعت حيواتهم و مصائرهم معي .
كتابة أشبه بقطع موزاييك ملقاة بإهمال علي خلفية بيضاء محايدة
قطع موزاييك منتقاة من رف مرتفع قليلاً عن الذاكرة .
لا أزعم أني قد وصلت لشكل ما أو لنتيجة مرضية بالنسبة لي و لكن في الأيام القليلة القادمة
سأنشر بعض من هذة النصوص .
انتظروني .
إبراهيم السيد

الاثنين، ديسمبر ١١، ٢٠٠٦

أريد فقط أن أكتب قصيدة

أريد أن أكتب قصيدة
أريد أن أكتب قصيدة :
نقية ،
كالمياه المعدنية .
ملتزمة ،
كلاعبي خط الوسط .
حداثية كالسبعينيين .
ما بعد حداثية ،
كالمعرّي .
كلٌ في آن .


أريد أن أكتب قصيدة
لن أحكي لكم فيها
عن :
ذباب المستشفيات ،
و لا عن الزغب الناعم
الذي يغطي وجه حبيبتي .

سأكذب قليلاً :

الممرضات ملائكة بلا أجنحة .
الجرائد صادقة تماماً .
و الشعراء أيضاً يصلحون للحب .


أريد فقط أن أكتب قصيدة

عن :
سائقي الميكروباص ،
قاطعي الأشجار ،
صانعي السينما الرديئة ،
و عن الله الذي كان كريماً معنا
فنسينا في بطن الحوت .

السبت، نوفمبر ١١، ٢٠٠٦

رؤيا .


زاره شيخه ،
قال : " الروح أنثي "
لم يزد .
.
.
.
.
.

لم يجد الولد الذي علمه أبوه الأسماء كلها طريقا ،
سوي أن ينسي ...
لتبتدأ الحكاية.

التسميات:

الأحد، أكتوبر ٠١، ٢٠٠٦

متاهة داخل الذاكرة

صوت " ليلي مراد " قادم في خلفية المشهد من جرامافون قديم في إحدى فيلات المعادي القديمة ...
بداية جيدة تليق بكتابة عن حي لم أجب شوارعه ليلاً بحثا عن مقهى صغير يفتح أبوابه للغرباء .

المعادي ...... أيس كريم مع " لوزة "

ذاكرتي - و أي ذاكرة – مسامية و هشة ؛ لها أبواب و نوافذ ..... ، أفتح نافذة ، يطل" سيف " الهارب من الإسكندرية إلي أرصفة المعادي ، صانعا من غرفته نيويورك أخري .
" سيف " الذي رافقني و أنا أحتفل بعيد ميلادي العشرين و كنت ، حينها ، مثله أحتمي بجاكيت جلد أسود
من برد قديم . و هربنا معا إلى حلمه، إلى نيويورك

و لكن طنطا ليست روما
و نيويورك لا تشبه المعادي في الخريف.

أفتح نافذة أخري لأطل علي " لوزة " ، و أضحك معها لأن الألغاز كانت حينها سهلة ... أعلم أني سأبدو ساذجا إذا قلت أني ما زلت أبحث عنكِ ....
أعرف أنك ركضت يوما تحت المطر من باب المدرسة وصولا الي بائع الأيس كريم و كنت تعودين سعيدة ، عيونك تلمع ...........
هل ما زالت عيونك تلمع بعد أن صعبت علينا الألغاز .؟

و هل ما زلت هناك يا " سيف" تجوب شوارع المعادي ، تحلم بفتاة الأيس كريم و تغني للبنات و للمطر ؟

و لكن أين أنا من كل هذا ؟ لماذا تبدو الأمور أصعب كثيرا مما هي عليه و كيف تصبح الكتابة عن حي هادئ ، بعيد يليق برواية جاسوسية أو فيلم ما الي متاهة داخل الذاكرة .
ربما هرب سيف و انطفأت لمعة عيون لوزة و لكنني سأظل أحلم و أبحث عنهم .
-2-

" في الصباحات الوحيدة ، لا يبدد وحدتك شئ
................
................ و عندما يتكاثف بخار الشاي علي قلبك تتذكر لمعة عينيها بالدموع متي تزورها النشوة .
لم تستطع أن تتخلص من آثارها علي روحك .......... إلى متي ؟!
سبتمبر 2005 "

و هاأنذا بعد عام كامل أتصفح أوراق قديمة في " العجمي " و أضحك لأني وحيدا ً – كما هي عادتي -
لا أستطيع أن أتذكر أي حبيبة تلك التي كتبت عنها !؟
أي حبيبة كانت ؟
كل حبيبة هي لغز لم أنجح أبداً في فك رموزه .....
حبيبة تركتني لأنني كنت طفلا
و أخري تركتني لأنني لم أكن عفوياً و طفلاً كفاية .
و أخري .....
و أخري
.... و أخري .
و هكذا دوائر متداخلة بين نساء هن بالتأكيد أكثر ذكاء مني ليعرفن أنني لم أكن الشخص المناسب
( مع إضافة كل العلاقات الأخرى التي فشلت بدون إبداء أسباب أو لأسباب لا يمكن ذكرها )
و لكن استعادة ذكريات بعضها مؤلم و البعض الآخر ليس سعيداً بالمرة، ليس بداية جيدة لإجازة خريفية متأخرة ...
ربما لم أتأخر بعد لكي أتخلص من كل ما يعوق روحي عن التحرر ...
و اتخذت قرارا سريعا .

ارتديت قميص مشجراً ( لكي أوجه تحية للبحر و للخريف ) و ذهبت إلى البحر
البحر ذاكرتي و مخزن أسراري ....
حاولت أثناء سيري أن أتذكر أي أغنية أدندن بها ، و لكنني فشلت ، اختلطت الكلمات في رأسي كنت مشغولا بمحاولة اصطياد جملة ما كانت تحوم في رأسي حتى وصلت للبحر
جلست طويلا ، علي الرمل مباشرة في مواجهة الموج
ثم هبت رياح خفيفة و لكن باردة و كأنها هاربة من شتاء قادم ثم أمطرت السماء
فرحت ربما كما لم افرح من قبل ....، قفزت في الماء ( فقط حتي منتصف ساقي ) و أستقبلت المطر فاتحا ذراعي للريح و للمطر .
بعد أقل من ربع ساعة عاد كل شيء لطبيعته ، أنتهي المطر ،و هدأ البحر ....
و حدي كنت سعيدا و مبتلاً تماما ....
كلمت البنت التي زارتني في الحلم أيقظتها من نوم عميق و أمليتها
.
: " إلى البنت التي تحب الشاي باللبن
عندما أمسكت بيدي في الحلم .... ضحكنا
عندها أمطرت السماء
هل كان قلبي غيمة مبتلة ؟ أم شاركتنا السماء المحبة ؟!"


و هكذا عدت إلى بيتي و أنا عالق في متاهة أخري، و لغز آخر جديد ....
و لكنني علي الأقل نجحت في اصطياد تلك الجملة .
سبتمبر 2006

الجمعة، سبتمبر ١٥، ٢٠٠٦

سماء مرتبكة

سماء مرتبكة



( حتي السماء تبدو الان مرتبكة
الاحلام لا تستطيع ان تدعي انها رؤي
و لا مساحة من النوم تصلح الان لاضغاث أحلام , فحين ترتبك السماء هكذا
نصبح في حيرة من امرنا ,
يلتبس الليل و النهار
، تتساقط الدعوات فوق رؤوسنا .,

نغدو وحيدين. )

لا جديد في الحرب

حصار و قتل .

لا جديد في الحب

خصام و شوق .


ماذا يفعل الشاعر إذن في يوم كهذا ؟
سوي أن يكتب رسالة لحبيبة بعيدة ، و ينام.


يحكي لها عن عاملي المصاعد ؛
هؤلاء الطيبون الذين يدربون أرواحهم علي الصعود للسماء كل صباح !


و عن عاملي السنترال القريب
الذين يبدأون يومهم بمعاكسة الجامعيات اللائي يبحثن عن حبيب
- أي حبيب - .


يكتب رثاءً لزينب
بائعة الورد البلدي
التي ماتت وحيدة
بعد أن أدمي كبدها الشوق .


و رثاء اخر للحسين
لأن جرحه / جرحنا في كربلاء ما زال طرياً.

ماذا يفعل الشاعر في يوم كهذا و حبيبته بعيدة ؟


حبيبته امرأة لها سرير ضيق و ملاءات بيضاء ، قسّمت حياتها بالعدل بين القطارات و محطات السفر
و مثله ، أجلت أحلامها ليوم اخر ،نظرت من النافذة ، مسحت دمعة و ضحكت
لأن ساعي البريد ضل الطريق الي بيتها ، فأكل الرسائل و نام .
.........
........
.......... و تركها مبتلة بالحنين .

***
ما بين الأقواس للصديقة المبدعة " مروة أبو ضيف " مع التعديل

شكر جزيل و أسف لهذا الخطأ

الجمعة، سبتمبر ٠١، ٢٠٠٦

حلم


حلم

بين اليقظة والنوم
طعم السماء في فمه ،
و
يده منشغلة بحرث حديقتها.

الأربعاء، أغسطس ٢٣، ٢٠٠٦

تجليات !


إنتحار
أن تعبر الجسر كٌله
في خطوة واحدة .

الأربعاء، أغسطس ١٦، ٢٠٠٦

يوميات ذاكرة متعبة


لا يجب أن ننسي شيئا و نحن نستعد لبدء صباحاتنا،
أن ما يجعل منا بشر ،
- هو أن نتعلم الفرق بين الدمع و المطر -
ففي صباحاتنا يجيء الماء أزرقا و حزينا كعيونك ...
يجئ هادئا ...
يتسلل حتي الحنجرة ...
ليمنعنا من الصراخ .


يمنعنا من الصراخ
و نحن نراهم يبنون مزيدا من الجدران حولنا ،
هم كانوا يوما مثلنا لكنهم يخافون البراح ...
فبنوا جدارا ثم اخر و اخر ....
حتي أختنقوا، و جلسوا يحضرون أكفان بيضاء طويلة
- تكفي للف العالم كله-
وحده الماء الأزرق الحزين يتسلل ،
يهدم جدرانهم ، جدارا تلو الاخر حتي يصل الينا و يغرقنا في العدم .......
صدقوني لكي نحافظ علي هشاشتنا ؛
لا تثقوا في الدمع/المطر .

الأربعاء، يوليو ٠٥، ٢٠٠٦

كيف يقضي ولد وحيد الويك إند

كيف يقضي ولد وحيد الويك إند
عزيزتي ،
- بداية محايدة تليق بعشاق سابقين -
كنت وحيداً أول الليل ..
ظللت وحيداً آخر الليل .
وحيداً و مزدحماً تماماً ،
بثورة القرامطة ،
و موت الرموز ،
بإخوان الصفا ،
و جلطة حلمي سالم .
وحيداً و خائباً تماماً
كما يليق بولد أدمن الجلوس علي المقاهي ،
و يكفيه قليل من الخمر ليصبح أكثر صفاءاً
كإله صغير تحت التمرين .
وحيداً في انتظار صباح آخر
واحدا من تلك الصباحات التي تعرف طعم البن ،
و صوت فيروز
وتعرف أن أثار الملح فوق خديكِ تفتقد كفي .
صباح آخر يفتقد الدهشة ،
و ما زلت وحيدا ً
كولد خائب يجلس كدولفين عجوز مصاب بالزكام ،
أمام شاشة التليفزيون .
ينقصه لمسة من أصابعك تجعله شقياً ،
و ماجنا تماماً.
لمسة واحدة فقط ؛
ليطلق من جسده عصافير ملونة و ببغاوات خرساء
لمسة واحدة فقط ؛
و يحط علي صدرك سرب حمام .
II
عزيزتي ،
لم أكن أحلم
كنتِ هنا
عندما بللتني غيمة عابرة
و مشيتِ حافية ...
فوق ظلي ..
خطوة ..
خطوة
كان لصوتِك رائحة الفانيليا
و قلبي كان هشاً و قلقاً تماما كفرخ يمام تائه.
لم أكن أحلم
العابرين مروا ، لم ينتبهوا أن بقلبي ثقب بحجم المحبة
ألم أوشوش نفسي في أذنيكِ
" البحر ليس لنا .."
قولي لي ..
ما الذي يأتى بك كل ليلة!؟
و كيف يمر العابرون ....
كيف؟!
عزيزتي،
لا تخافي
لن أبكي تلك المرة ..
فالحنين ك الملح قاتل خفي،
سأتخلص منه هنا كتابةً و ليس دمعا
يوليو 2006

الخميس، يونيو ٢٩، ٢٠٠٦

سبعة أساطير و نبوءة

قالت له قبل عبور الشارع:أتخاف الموت؟
فقال لها: .. أخاف من الوحدة، والفراق، وغضب البحر ، واختفاء القمر في غبار المدينة
فقالت له لا تخف هم تماما مثلك- عابرون- و سترجع لنا - يوما - المدينة - نحن عشاقها/ مريدوها بلا وحدة أو فراق .
إهداء
... دائمة الحضور أنتِ ، رغم الغياب .
-I-
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
تشاركين الفارين* ....
عبورهم
ترددين لهم . .
تعويذتك لدخول المدينة
ليصبحوا جزءاً منها / جزءاً منهم .
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
خريفية بامتياز ؛
لكِ :
نهارات الجمعة ،
رائحة ما بعد المطر ،
حريق الحلق بعد كأس الفودكا الأول ،
شخشخة الصدر بعد حجر (المعسل) السابع .
لكِ:
انعكاسات ضوء الشموع في أيدي الواقفين/الواقفات في قلب المدينة .
ينشدون سوياً
- و أنت في القلب تماما -
للحب ، للحرية.
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
قلبك أبيض
- تماماً أبيض -
منقوش بالحناء ،
معطر برائحة المسك .
-II-
لستِ نبيّة !!
- ما ستعتبرينه تمييزاً ضد المرأة -
رسالتك المحبة ،
حوارييّك
- خليط من أطفال الشوارع**
،- ثوار سابقون ،
- مناضلون ( هكذا يسمون أنفسهم) ،
- شعراء متقاعدون ،
- عمال المقاهي ،
- منادوا السيارات .........
لستِ نبيّة ..
و لكنك سيدة المعجزات الصغيرة
لا تشبهين أحداً في النهار ،
و تشبهين ( إيزيس ) في الليل .
أتنظرين من نافذتك الآن ؟
أم تركضين حافية
– بلا قدمين –
تبحثين عن فردة حذاء وردية اللون لبنت صغيرة تعشق الرقص ؟
ربما ....!
أنت الآن تنامين ،
متكورة علي ذاتك ،
تتلقين الوحي .
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
تماماً تشبهين خط الرقعة
- ليس لأنه الأكثر سلاسة ، و لكنني لا أجيد غيره -
صديقة ؟؟
......... ربما !
حبيبة ؟؟
........ ربما
فقط هي أنتِ
فتاة المعجزات الصغيرة
موعودة بسبعة أساطير ، و نبوءة !
هوامش
*
نردد خلفها ....
- نحن الفارون من جنة العائلة ل جحيم الشوارع -
نردد في خشوع ،
- و بطيبة القادمين من المدن الصغيرة -
تعويذتها ...
لدخول المدينة .
نحن الممسوسون بها،
العابرون في فضاءات المدينة ،
الواقفون خلف أسوارها،
المتفرق دمنا بين المقاهي و محطات السفر ،
نستنجد بأوليائها ....
و نردد تعويذتها .
**
نصطف في دائرة حولها
( نحن = أطفال الشوارع )
نأخذ عنها الحكمة و مودة
– ليست سابقة التجهيز – .............
-III-
متي يحيطون بكِ
الممسوسون ؛
( أنظر أعلاه )
تزهو بك المدينة ؛
تردد معك أرصفة الشوارع كلمات أغانيكِ ،
تشتعل أرصفة المقاهي بالرقص ؛
تندمج الملائكة في شرب ( المعسل ) .........
و تقفين أنت ،
- كما أنت دائما -
بربع ذاكرة ،
و عيون مجهدة و قلبك تماماً أبيض .........
تنتظرين النبوءة

الاثنين، يونيو ١٢، ٢٠٠٦

دي دي دي دي


" نتشرف بدعوة حضرتكم لحضور الحفل الخيري اليومي الكبير ، تحت رعاية السيدة الأولي تحت عنوان
" دور الهواتف المحمولة - الجيل الثالث – في شحن بطارية التنوير "
بمسرح البلدية تمام الساعة الرابعة فجراً
تفضلوابقبول فائق الاحترام "

خطوت علي السجادة الحمراء ،تحيط بي نظرات عساكر الأمن المركزي
– المتمركزة علي شكل مربع ناقص ضلع ، و علي أهبة الاستعداد للتدخل في أي وقت –

دخلت المسرح ، و جلست علي أقرب كرسي ... ربما غفوت قليلاً لأنني صحوت علي أصوات الحضور.
جاء الصول فتحي عبد الغفور ( بتاع بولاق الدكرور )و تأكد من أمن القاعة ،
ثم أتت السيدة الأولي و معها خليط من مديري المدارس ،وحاملي الأختام ،و ماسحي الأحذية
و قليل من عساكر المرور ، و بائعي الكبدة و آخرين ...
و تبعها مثيروا الشغب ،و مذيعات الربط ، و شعراء قصيدة المديح/الهجاء ، و محرروا صفحات الرياضة ...
ثم أتي " حسن أرابسك " و "السيد محسن ممتاز " و " الشيخ حسني و ولده يوسف " و تبعهم
" طلبة و علي المدبولي " و سعاد حسني و "الباشا " و "العمدة" و آخرين...
جلسوا جميعا في هدوء يليق بمؤتمر حداثي ... و تحدث المذيع الداخلي كثيرا و حذرنا من لاعبي خط الوسط و القادمين من الخلف .
- ما أثار ضحكات مكتومة و همسات متبادلة -
و أمرنا بإغلاق الهواتف المحمولة و هكذا ارتفع الستار .

-2-
ارتفع الستار عن فرقة موسيقية ، كبيرة العدد ، يرتدون بنطلونات بنفسجية و قمصان مشجرة ،يصدرون ضجة غير محتملة ... نظرت طويلا علي خشبه المسرح ، حتى وجدته جالسًا في أحد الأركان ، يحمل أكورديون و يرتدي بدلة الموظفين الشهيرة .

و فجأة دعا المطرب

- هذا الذي يرتدي بنطلون بنفسجي و قميص حريري مشجر و يبدو كأحد صبية الميكانيكيين يوم الأحد علي ناصية سينما مصر -
الحضور إلى الصعود و الغناء معه ، و هنا حدث صخب كثير و غاب أستاذ جمال عن عيني .
ثم أحاطوا بي جميعاً؛
سلم حسن أرابسك و طبطب علي كتفي و ضحك قائلاً : "إنشاء الله الحفلة دي حتبقي فاتحة انطلاقة ... ألف ألف مبروك " و غمز لي الشيخ حسني بعينه اليسرى و نقل تحيات "الحاج عمران" و "مستجاب الفاضل " .. و هكذا


بعد أقل من 5 دقائق وصلت للركن حيث كان يجلس ، لم أجده ووجدت باب مغير فتحته و دخلت ؛ لأجد نفسي بعد سلالم كثيرة ( تسعة و عشرون سلماً بالتحديد ) في الشارع مرة أخري مشيت حتى البيت مرة أخري
لأجد نفسي ملقي أمام التليفزيون و المطرب الشهير يرتدي بنطلون نفسجي و قميص حريري مشجر و يزعق
" دي دي دي دي دي دي واا ... دي دي "

أينا نائم ؟ و أينا يحلم ؟

فالأحلام كاللغة كلمة تجر أخري ، حلم يسحب آخر حتي تصل للجنون . حينها يستوي الكلام و الصمت ، الأحلام و الواقع .... لكنني لا أجن ، دائماً علي الحافة و لكنني لا أقع ....
و تلك حكاية أخري .