السبت، أبريل ٢١، ٢٠٠٧

أشباح طيبة - 2 -



سرت قليلا ، شعرت بدوخة و صداع ،جلست علي الرصيف.تسللت برودته الي جسدي .
كما يعاد المشهد السينمائي بشكل بطيء تذكرت كل ما مر بي .تذكرت البنت التي كانت تشبه قصائد كفافيس ، ناعمة و غامضة .كان الرصيف بارد و شفاهها شاحبة .أتذكر كيف تعودت أن أراك وأنا نائم كل صباح، كنت أنت تسيرين في حواري ضيقة وأزقة عتيقة
سألتك، وأجبتني بأنك تحبين شراء الفاكهة من أسواق القدس القديمة وأنك تحبين التين وعنب الخليل .

- أحضري لي برتقالاً من يافا.
- هل يتجاور العنب والبرتقال؟
- أو لسنا في الجنة؟!
- لا أنت نائم في سريرك تقرأ الجرائد وتشرب القهوة،

وأنا أساوم الباعة في أسواق القدس العربية.

-2-


تعودت أن أراك ، و نحن نسير سوياً في شوارع الإسكندرية.

" سرنا في شارع النبي دانيال ،الضيق المزدحم دائماً بباعة الكتب القديمة والملابس الرخيصة

و اللانجري، كان خالياً كما يليق بصباح يوم أحد من يونيو.

ألقينا التحية على عساكر الشرطة الجالسين في نوبتجية حراسة أبدية أمام المعبد اليهودي. نظرنا طويلا ل " البن البرازيلي " بعد التجديد القبيح ، أعطينا ظهورنا لعمر أفندي و كافيتيريا " ديليس " حتى وصلنا إلى الميدان.
لم نجد تمثال " سعد زغلول " وجدنا كراسٍ كثيرة مرصوصة في صفوف منتظمة،

أمامها كان هناك شاشة عملاقة،
جلسنا لنرتاح .
أخرجت أنت عنقود عنب من عنب الخليل، وانشغلت أنا بالبحث عن التمثال المفقود،و ابتدأ عرض الفيلم .




" ظهرت غرفة مظلمة، بانت ملامحها تدريجيا بضوء الشموع كانت هي غرفتي، على الرغم من ذلك الإحساس بأني أرى كل شئ للمرة الأولى ، الكتب الملقاة على السرير ، لوحات بيكار المعلقة على الحائط ، الجاكت الجلد المعلق بإهمال في إحدى الزوايا ، الجوارب، بقايا الأكل، الأوراق المتناثرة في كل مكان .
نعم؛ هي غرفتي . ألمح وجوهاً مألوفة لأناس لا أعرفهم
– ربما عرفتهم في أزمنة أخرى-
وهم يعبثون في أوراقي

وأحدهم
، ذلك الذي يشبه عادل أدهم ،
كان يلهو بخنق السمكات السود الصغيرة في حوض السمك المرسوم على الحائط . "


كنت تأكلين العنب وتنظرين بتركيزٍ شديد على الشاشة .

بكيت أنا؛ وضعت رأسي فوق ركبتيك وبكيت

وأنت منشغلة بالفيلم . أمطرت السماء، اختلطت دموعي بماء المطر
مكونة بركة صغيرة تصب في قلوبنا ثم تبخر الماء من حرارة أنفاسنا.

أتى عمال كثيرون ، أزالوا شاشة العرض والكراسي وأعادوا التمثال.

تركونا نجلس وحيدين في وسط الميدان
وأنا مازلت أضع رأسي على ركبتك .










- هل لو جلبتِ معك "برتقال يافا" ما حدث كل ذلك؟

- أنت مجنون

- أراك كل صباح عندما يختلط صوت حنان ماضي ببخار الشاي بالنعناع
،
تحكمين وضع الإيشارب

خلف نظارة شمسية ،

وحقيبة مليئة بأدوات التجميل؛ ومصحف صغير.

- أنا لست كذلك!
- هكذا أراكِ
- أنت مجنون؟!
- أنا عاشق
- وما العشق؟
- أن أنام كل مساءٍ محتمياً بصوتك
-ذلك الذي يأتي عبر خطوط الهاتف-
من أحلامي السيئة .
أن أصحو من نومي متخذاً من رسائلك القصيرة تميمة ضد الحظ السيئ.

- أنت مجنون !؟
- أنا عاشق .



مضيت أنتِ،
أخفيت أجنحتك وسويّت خصلات شعرك خلف الإيشارب ، وذهبت.

أعلم أنك غاضبة لأنني لم أكن جيداً كفاية هذا الصباح و نسيت أن أضع قليلاً من روحي كملحٍ لطعامك.

كنت وحيدا ، و مازال مارسيل خليفة يغني ل " ريتا " وعيونها العسلية والبندقية.

سأغنى أنا أيضاً :


للهواتف المحمولة،


للرسائل القصيرة ،


لرائحة القهوة التي تنبعث من ثنايا صوتك.

جالساً على المقهى، أعطي ظهري للبحر ، أقرأ الجرائد، اكتفي بتعليقات فوق جدران غرفتي/ عالمي .



.

.

.

يتبع

التسميات:

10 Comments:

At ٢١/٤/٠٧ ١٧:٤٦, Blogger Yasmine Adel Fouad said...

amazing .. much better than part one hope part 3 be a good one and full of new flavors

only one note
i feel like u use the pic of rains more than enough bas enta 7or

 
At ٢١/٤/٠٧ ٢١:١٠, Anonymous غير معرف said...

يا أيها العارف
تفوقتَ على نفسكَ خاصة في القسم الثاني (2)

كان للتفاصيل التي ذكرْتَ رائحة كمثل رائحة البرتقال والعنب والأرض

هذا الـ "حكي" هو ما يجعل لحياتنا معنى وغاية سمتهما العمق والتفكّر

تحيتي يا إبراهيم

مجهولة

 
At ٢٢/٤/٠٧ ٢٠:٣٥, Blogger إبراهيم السيد said...

ياسمين ، شكرا لمرورك
ربما يتكرر المطر كثيرا في كل ما أكتب ، لا أعرف



المجهولة
ما يجعل لحياتنا معني البحث خلف كل كلمة و خلف كل فعل
البحث هو الغاية

يسعدني مرورك

و أستأذن في غياب لا أعرف مدته

سلامي و تحيتي

 
At ٢٦/٤/٠٧ ١٩:٤٨, Blogger ^ H@fSS@^ said...

la ta3leek

 
At ٣/٥/٠٧ ١١:٥٧, Anonymous غير معرف said...

oh my lord
ibrahem that is just pure magic,i love it.
i felt and saw every thing thought i dont know alex that much.
i felt i was there on a chair next to u.

abt the rain one just cant get enought of talkin abt it.

 
At ٧/٥/٠٧ ٠١:١٨, Blogger Marwa abu daif said...

هااااااااااااااااااايل هو و اللي قبله هاااااااااااااااايلين

 
At ١/٦/٠٧ ٢٠:٥٠, Blogger Marwa abu daif said...

each time i read it i disappear among the lines n love it moreeeeee hayel ya ibrahim mosh habtal dahsha w ana ba2ra elnas dah w law alf mara

 
At ١/٦/٠٧ ٢٠:٥٠, Blogger Marwa abu daif said...

each time i read it i disappear among the lines n love it moreeeeee hayel ya ibrahim mosh habtal dahsha w ana ba2ra elnas dah w law alf mara

 
At ١/٦/٠٧ ٢٠:٥٠, Blogger Marwa abu daif said...

each time i read it i disappear among the lines n love it moreeeeee hayel ya ibrahim mosh habtal dahsha w ana ba2ra elnas dah w law alf mara

 
At ١/٦/٠٧ ٢٠:٥٠, Blogger Marwa abu daif said...

each time i read it i disappear among the lines n love it moreeeeee hayel ya ibrahim mosh habtal dahsha w ana ba2ra elnas dah w law alf mara

 

إرسال تعليق

<< Home