الخميس، يونيو ٢٩، ٢٠٠٦

سبعة أساطير و نبوءة

قالت له قبل عبور الشارع:أتخاف الموت؟
فقال لها: .. أخاف من الوحدة، والفراق، وغضب البحر ، واختفاء القمر في غبار المدينة
فقالت له لا تخف هم تماما مثلك- عابرون- و سترجع لنا - يوما - المدينة - نحن عشاقها/ مريدوها بلا وحدة أو فراق .
إهداء
... دائمة الحضور أنتِ ، رغم الغياب .
-I-
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
تشاركين الفارين* ....
عبورهم
ترددين لهم . .
تعويذتك لدخول المدينة
ليصبحوا جزءاً منها / جزءاً منهم .
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
خريفية بامتياز ؛
لكِ :
نهارات الجمعة ،
رائحة ما بعد المطر ،
حريق الحلق بعد كأس الفودكا الأول ،
شخشخة الصدر بعد حجر (المعسل) السابع .
لكِ:
انعكاسات ضوء الشموع في أيدي الواقفين/الواقفات في قلب المدينة .
ينشدون سوياً
- و أنت في القلب تماما -
للحب ، للحرية.
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
قلبك أبيض
- تماماً أبيض -
منقوش بالحناء ،
معطر برائحة المسك .
-II-
لستِ نبيّة !!
- ما ستعتبرينه تمييزاً ضد المرأة -
رسالتك المحبة ،
حوارييّك
- خليط من أطفال الشوارع**
،- ثوار سابقون ،
- مناضلون ( هكذا يسمون أنفسهم) ،
- شعراء متقاعدون ،
- عمال المقاهي ،
- منادوا السيارات .........
لستِ نبيّة ..
و لكنك سيدة المعجزات الصغيرة
لا تشبهين أحداً في النهار ،
و تشبهين ( إيزيس ) في الليل .
أتنظرين من نافذتك الآن ؟
أم تركضين حافية
– بلا قدمين –
تبحثين عن فردة حذاء وردية اللون لبنت صغيرة تعشق الرقص ؟
ربما ....!
أنت الآن تنامين ،
متكورة علي ذاتك ،
تتلقين الوحي .
فتاة موعودة بسبعة أساطير و نبوءة؛
تماماً تشبهين خط الرقعة
- ليس لأنه الأكثر سلاسة ، و لكنني لا أجيد غيره -
صديقة ؟؟
......... ربما !
حبيبة ؟؟
........ ربما
فقط هي أنتِ
فتاة المعجزات الصغيرة
موعودة بسبعة أساطير ، و نبوءة !
هوامش
*
نردد خلفها ....
- نحن الفارون من جنة العائلة ل جحيم الشوارع -
نردد في خشوع ،
- و بطيبة القادمين من المدن الصغيرة -
تعويذتها ...
لدخول المدينة .
نحن الممسوسون بها،
العابرون في فضاءات المدينة ،
الواقفون خلف أسوارها،
المتفرق دمنا بين المقاهي و محطات السفر ،
نستنجد بأوليائها ....
و نردد تعويذتها .
**
نصطف في دائرة حولها
( نحن = أطفال الشوارع )
نأخذ عنها الحكمة و مودة
– ليست سابقة التجهيز – .............
-III-
متي يحيطون بكِ
الممسوسون ؛
( أنظر أعلاه )
تزهو بك المدينة ؛
تردد معك أرصفة الشوارع كلمات أغانيكِ ،
تشتعل أرصفة المقاهي بالرقص ؛
تندمج الملائكة في شرب ( المعسل ) .........
و تقفين أنت ،
- كما أنت دائما -
بربع ذاكرة ،
و عيون مجهدة و قلبك تماماً أبيض .........
تنتظرين النبوءة

الاثنين، يونيو ١٢، ٢٠٠٦

دي دي دي دي


" نتشرف بدعوة حضرتكم لحضور الحفل الخيري اليومي الكبير ، تحت رعاية السيدة الأولي تحت عنوان
" دور الهواتف المحمولة - الجيل الثالث – في شحن بطارية التنوير "
بمسرح البلدية تمام الساعة الرابعة فجراً
تفضلوابقبول فائق الاحترام "

خطوت علي السجادة الحمراء ،تحيط بي نظرات عساكر الأمن المركزي
– المتمركزة علي شكل مربع ناقص ضلع ، و علي أهبة الاستعداد للتدخل في أي وقت –

دخلت المسرح ، و جلست علي أقرب كرسي ... ربما غفوت قليلاً لأنني صحوت علي أصوات الحضور.
جاء الصول فتحي عبد الغفور ( بتاع بولاق الدكرور )و تأكد من أمن القاعة ،
ثم أتت السيدة الأولي و معها خليط من مديري المدارس ،وحاملي الأختام ،و ماسحي الأحذية
و قليل من عساكر المرور ، و بائعي الكبدة و آخرين ...
و تبعها مثيروا الشغب ،و مذيعات الربط ، و شعراء قصيدة المديح/الهجاء ، و محرروا صفحات الرياضة ...
ثم أتي " حسن أرابسك " و "السيد محسن ممتاز " و " الشيخ حسني و ولده يوسف " و تبعهم
" طلبة و علي المدبولي " و سعاد حسني و "الباشا " و "العمدة" و آخرين...
جلسوا جميعا في هدوء يليق بمؤتمر حداثي ... و تحدث المذيع الداخلي كثيرا و حذرنا من لاعبي خط الوسط و القادمين من الخلف .
- ما أثار ضحكات مكتومة و همسات متبادلة -
و أمرنا بإغلاق الهواتف المحمولة و هكذا ارتفع الستار .

-2-
ارتفع الستار عن فرقة موسيقية ، كبيرة العدد ، يرتدون بنطلونات بنفسجية و قمصان مشجرة ،يصدرون ضجة غير محتملة ... نظرت طويلا علي خشبه المسرح ، حتى وجدته جالسًا في أحد الأركان ، يحمل أكورديون و يرتدي بدلة الموظفين الشهيرة .

و فجأة دعا المطرب

- هذا الذي يرتدي بنطلون بنفسجي و قميص حريري مشجر و يبدو كأحد صبية الميكانيكيين يوم الأحد علي ناصية سينما مصر -
الحضور إلى الصعود و الغناء معه ، و هنا حدث صخب كثير و غاب أستاذ جمال عن عيني .
ثم أحاطوا بي جميعاً؛
سلم حسن أرابسك و طبطب علي كتفي و ضحك قائلاً : "إنشاء الله الحفلة دي حتبقي فاتحة انطلاقة ... ألف ألف مبروك " و غمز لي الشيخ حسني بعينه اليسرى و نقل تحيات "الحاج عمران" و "مستجاب الفاضل " .. و هكذا


بعد أقل من 5 دقائق وصلت للركن حيث كان يجلس ، لم أجده ووجدت باب مغير فتحته و دخلت ؛ لأجد نفسي بعد سلالم كثيرة ( تسعة و عشرون سلماً بالتحديد ) في الشارع مرة أخري مشيت حتى البيت مرة أخري
لأجد نفسي ملقي أمام التليفزيون و المطرب الشهير يرتدي بنطلون نفسجي و قميص حريري مشجر و يزعق
" دي دي دي دي دي دي واا ... دي دي "

أينا نائم ؟ و أينا يحلم ؟

فالأحلام كاللغة كلمة تجر أخري ، حلم يسحب آخر حتي تصل للجنون . حينها يستوي الكلام و الصمت ، الأحلام و الواقع .... لكنني لا أجن ، دائماً علي الحافة و لكنني لا أقع ....
و تلك حكاية أخري .





الأربعاء، يونيو ٠٧، ٢٠٠٦

البرتقال

البرتقال
وحده البرتقال سيد الفاكهة !
لكننا نهينه .....
نهين البرتقال عندما نزور هويته في"يافا " ،
نقتل صاحبه في "غزه"....
أو نعيد هندسة جيناته في "كاليفورنيا"!

نهينه متي تعاملنا معه كوحدة واحدة :كعصير ، كلون ،أو كركن مهمل في لوحه "still life “
أو نضعه في أكياس ورقيه أثناء زيارة المرضي .
نهين البرتقال متي سقط سهواً- أو عمداً- من تضاريس جسد حبيبتي
– أعطوها الكرز ،التفاح،الرمان ،الفل و الياسمين –
وحدي أنا أشم عبير البرتقال في خصلات شعرها .

يحتاج البرتقال لأنامل ماهرة لتفك شفرة مسامه و تحرر فصوصه من أسر القيود التي تكبلها لتلألأ كمئات الشموس الصغيرة .

أنامل رقيقة لأن من يجرح البرتقالة، لا يستحق أن تمنحه أسرارها .....