الاثنين، نوفمبر ٢٦، ٢٠٠٧

السادسة صباحا


السادسة صباحا




تائه ُ
كأرض محايدة ،
وسط إشارات مرور الطريق ،
الطريق المتجه إلي السماء .

أترك خلفي القطارات ، سُعاة البريد ، قاعات السينما الخاوية ،القبلات المسروقة،المقاهي الصغيرة؛ أخرج إلي العالم لأطارد الملائكة التي تملأ ذاكرتي .

في محطة المترو القريبة ؛

الأرق كان يمنع الأرصفة من استقبال الموتي

الموتى الذين أرادوا فقط :
أن يرتاحوا قليلا من اللغة .
أن ينسوا من لم يمر بجنازاتهم ؛
لكي يجدوا متسعا من الوقت
للنوم ، تذكر الغناء القديم و الأصدقاء الذين ظلوا أحياء .

عامل التذاكر
الذي يخاف من قيامة مبكرة
يحملق في الفراغ
يخرج الأحلام من جيوبه
يستعد للعرض اليومي وراء الشباك



العاشق الذي قطعوا رأسه قبل ثلاث سنوات ما زال ينزف



السكارى الذين شاركتهم أمس زجاجة بيرة
يتساءلون
هل أحلامنا بالأبيض و الأسود
أم هي حياتنا غير ملونة ؟


أحدهم كان يبكي لأن حذائه أفسده الدم
و الآخر الذي بكي كثيرا الليلة الفائتة
قرر أن يتبول وسط الرصيف ليتخلص من رائحة الدم المتخثر التي تملأ أنفه



الشحاذ الذي ملّ وجوه الناس الشاحبة
قرر أن يغير مهنته بعد أن يجمع ما يكفي لشراء هاتف محمول




أسحب العاشق مقطوع الرأس من يده ،
يتبعنا السكارى .
نترك الموتى و الشحاذ و عامل قطع التذاكر خلفنا .
نبحث عن مخرج آخر
، يصلنا بالحياة .








17 Comments:

At ٢٦/١١/٠٧ ١٩:١٢, Blogger sara... said...

اجمل شئ انى اريد الان بكاءا هادئا

قصيده جميله جدا

 
At ٢٦/١١/٠٧ ٢٣:٣٥, Anonymous غير معرف said...

وهل هناك حقّاً مخرجٌ آخر يصلنا بالحياة يا إبراهيم؟

جعلتني أتنفس بحيرة، رغم أني حظيتُ بفرصة قراءة النص قبل الآن. لكن، أتعلم؟ (وأنت ممن يعلمون) .. لن أخبرك الآن :) ربما ألتقيك في نصّ آخر فأخبرك بحقيقة الأمر..

ربما..

أشكرك حقّاً

المجهولة

 
At ٢٨/١١/٠٧ ٠٣:١٥, Blogger ^ H@fSS@^ said...

يبدو ان شارعك مازال طويل جدا و كل تقاطع فيه ما هو الا مشهد حزين سوف تفاجئنا به
و لكن ما الذي يفيد عاشق مقطوع القلب هده الحب و العشق ليصل الى حياة جديدة؟
ام تراه يصل حتى يكون هو المسخ في هذه الحياة الجديدة ؟
فلكل جنة هناك مسخ او منبوذ يلقي المارة عليه تلافيفهم او ما شابه

تحياتي

 
At ٢٨/١١/٠٧ ١٩:٣٢, Blogger إبراهيم السيد said...

سارة

شكرا ... نعم بكاء هادئ فقط

 
At ٢٨/١١/٠٧ ١٩:٣٣, Blogger إبراهيم السيد said...

المجهولة
أنتظر
و هل نحن متصلين بالحياة !؟

أم نبحث عن مخرج !؟

تحيتي

 
At ٢٨/١١/٠٧ ١٩:٣٥, Blogger إبراهيم السيد said...

حفصة

نعم الشارع يبدو دائما بلا نهاية هل نصل في الخطوة المقدمة ام نظل نسير لنبحث عن مخرج ...

هل يعلم أحد ؟
هل العاشق يصلح ليكون مسخ ؟

فليتحسس كل منا راسه لنعرف رأس من المقطوع / الموصول بالحياة

 
At ٢٩/١١/٠٧ ٠٣:٠٥, Blogger qahereya said...

جميلة جداً، دخلت ف عالم القصيدة جداً.
عيد التفكير في النهاية حاساها فجائية شوية و "يصلنا بالحياة" بتلقني حاجة أنا كنت حسيتها من القصيدة قبلها.

 
At ٢٩/١١/٠٧ ١٣:١١, Blogger دينا فهمي said...

أردت فقط.. تسجيل إعجابي

 
At ٢/١٢/٠٧ ١١:٥٦, Anonymous غير معرف said...

التعب والحيرة دي كلها
من غير مخرج يصلنا بالحياة
قد كدة بعيدة

 
At ٣/١٢/٠٧ ١٧:٠٦, Blogger محمد فيروز الكمالي said...

تصوير أكثر من رائع .
ولقد سررت بمطالعتي لمدونتك

فلك الشكر على هذه الكلمات الصادقة

 
At ٤/١/٠٨ ١٩:٠٣, Blogger هشام الصباحي said...

نفسك سريع جدا
شكرا على القصيدة

 
At ١٨/٤/٠٨ ١٥:٣٧, Blogger sherifmegid.blogspot.com said...

ابراهيم الف مبروك علي الديوان الجميل الي قريته بصعوبه لان بعض القصائج ماكنتش واضحه في النسخه اللي ادهاني لكن احب اقولك ان فيه قصايد كتير مستني وحسيت ان جواك روح جميله برئيه عايز تعبر بصدق وبتبحث بجديه عن صوتها الخاص ساعات كنت بحس شويه انك متاثر بالشاعر الحميل ابراهيم داود انما ده ما يمنعش فرحي الشديد بيك كشاعر قريب جدا هيكون واحد من الاصوات الشعريه الجامده جدا بشرط متتخلاش عن حجم الانسانيه الهائل والمبدع في قصايدك

 
At ١٨/٨/١١ ١٦:٢٠, Anonymous موقع زواج said...

قصيدة جميلة لكنها احزنتنى
شكرا لك

 
At ١١/١٠/١١ ١٤:٢٩, Anonymous نادى الاخبار said...

كلام جميل جدا
شكرا لك

 
At ٢٠/١٠/١٢ ١٢:٢٤, Anonymous العاب فلاش said...

well done

 
At ١١/١٢/١٢ ١٧:١٩, Anonymous سيارات said...

تسلم الايادي

 
At ١٥/١٢/١٢ ١٦:٢٢, Anonymous السيارات said...

موضوع جميل

 

إرسال تعليق

<< Home