أشباح طيبة - 2 -
سرت قليلا ، شعرت بدوخة و صداع ،جلست علي الرصيف.تسللت برودته الي جسدي .
كما يعاد المشهد السينمائي بشكل بطيء تذكرت كل ما مر بي .تذكرت البنت التي كانت تشبه قصائد كفافيس ، ناعمة و غامضة .كان الرصيف بارد و شفاهها شاحبة .أتذكر كيف تعودت أن أراك وأنا نائم كل صباح، كنت أنت تسيرين في حواري ضيقة وأزقة عتيقة
سألتك، وأجبتني بأنك تحبين شراء الفاكهة من أسواق القدس القديمة وأنك تحبين التين وعنب الخليل .
- أحضري لي برتقالاً من يافا.
- هل يتجاور العنب والبرتقال؟
- أو لسنا في الجنة؟!
- لا أنت نائم في سريرك تقرأ الجرائد وتشرب القهوة،
وأنا أساوم الباعة في أسواق القدس العربية.
-2-
تعودت أن أراك ، و نحن نسير سوياً في شوارع الإسكندرية.
" سرنا في شارع النبي دانيال ،الضيق المزدحم دائماً بباعة الكتب القديمة والملابس الرخيصة
و اللانجري، كان خالياً كما يليق بصباح يوم أحد من يونيو.
ألقينا التحية على عساكر الشرطة الجالسين في نوبتجية حراسة أبدية أمام المعبد اليهودي. نظرنا طويلا ل " البن البرازيلي " بعد التجديد القبيح ، أعطينا ظهورنا لعمر أفندي و كافيتيريا " ديليس " حتى وصلنا إلى الميدان.
لم نجد تمثال " سعد زغلول " وجدنا كراسٍ كثيرة مرصوصة في صفوف منتظمة،
لم نجد تمثال " سعد زغلول " وجدنا كراسٍ كثيرة مرصوصة في صفوف منتظمة،
أمامها كان هناك شاشة عملاقة،
جلسنا لنرتاح .
أخرجت أنت عنقود عنب من عنب الخليل، وانشغلت أنا بالبحث عن التمثال المفقود،و ابتدأ عرض الفيلم .
" ظهرت غرفة مظلمة، بانت ملامحها تدريجيا بضوء الشموع كانت هي غرفتي، على الرغم من ذلك الإحساس بأني أرى كل شئ للمرة الأولى ، الكتب الملقاة على السرير ، لوحات بيكار المعلقة على الحائط ، الجاكت الجلد المعلق بإهمال في إحدى الزوايا ، الجوارب، بقايا الأكل، الأوراق المتناثرة في كل مكان .
نعم؛ هي غرفتي . ألمح وجوهاً مألوفة لأناس لا أعرفهم
– ربما عرفتهم في أزمنة أخرى-
وهم يعبثون في أوراقي
وأحدهم
، ذلك الذي يشبه عادل أدهم ،
كان يلهو بخنق السمكات السود الصغيرة في حوض السمك المرسوم على الحائط . "
كنت تأكلين العنب وتنظرين بتركيزٍ شديد على الشاشة .
جلسنا لنرتاح .
أخرجت أنت عنقود عنب من عنب الخليل، وانشغلت أنا بالبحث عن التمثال المفقود،و ابتدأ عرض الفيلم .
" ظهرت غرفة مظلمة، بانت ملامحها تدريجيا بضوء الشموع كانت هي غرفتي، على الرغم من ذلك الإحساس بأني أرى كل شئ للمرة الأولى ، الكتب الملقاة على السرير ، لوحات بيكار المعلقة على الحائط ، الجاكت الجلد المعلق بإهمال في إحدى الزوايا ، الجوارب، بقايا الأكل، الأوراق المتناثرة في كل مكان .
نعم؛ هي غرفتي . ألمح وجوهاً مألوفة لأناس لا أعرفهم
– ربما عرفتهم في أزمنة أخرى-
وهم يعبثون في أوراقي
وأحدهم
، ذلك الذي يشبه عادل أدهم ،
كان يلهو بخنق السمكات السود الصغيرة في حوض السمك المرسوم على الحائط . "
كنت تأكلين العنب وتنظرين بتركيزٍ شديد على الشاشة .
بكيت أنا؛ وضعت رأسي فوق ركبتيك وبكيت
وأنت منشغلة بالفيلم . أمطرت السماء، اختلطت دموعي بماء المطر
مكونة بركة صغيرة تصب في قلوبنا ثم تبخر الماء من حرارة أنفاسنا.
أتى عمال كثيرون ، أزالوا شاشة العرض والكراسي وأعادوا التمثال.
مكونة بركة صغيرة تصب في قلوبنا ثم تبخر الماء من حرارة أنفاسنا.
أتى عمال كثيرون ، أزالوا شاشة العرض والكراسي وأعادوا التمثال.
تركونا نجلس وحيدين في وسط الميدان
وأنا مازلت أضع رأسي على ركبتك .
- هل لو جلبتِ معك "برتقال يافا" ما حدث كل ذلك؟
- أنت مجنون
- أراك كل صباح عندما يختلط صوت حنان ماضي ببخار الشاي بالنعناع
،
تحكمين وضع الإيشارب
خلف نظارة شمسية ،
وحقيبة مليئة بأدوات التجميل؛ ومصحف صغير.
- أنا لست كذلك!
- هكذا أراكِ
- أنت مجنون؟!
- أنا عاشق
- وما العشق؟
- أن أنام كل مساءٍ محتمياً بصوتك
-ذلك الذي يأتي عبر خطوط الهاتف-
من أحلامي السيئة .
أن أصحو من نومي متخذاً من رسائلك القصيرة تميمة ضد الحظ السيئ.
- أنت مجنون !؟
- أنا عاشق .
مضيت أنتِ،
أخفيت أجنحتك وسويّت خصلات شعرك خلف الإيشارب ، وذهبت.
وأنا مازلت أضع رأسي على ركبتك .
- هل لو جلبتِ معك "برتقال يافا" ما حدث كل ذلك؟
- أنت مجنون
- أراك كل صباح عندما يختلط صوت حنان ماضي ببخار الشاي بالنعناع
،
تحكمين وضع الإيشارب
خلف نظارة شمسية ،
وحقيبة مليئة بأدوات التجميل؛ ومصحف صغير.
- أنا لست كذلك!
- هكذا أراكِ
- أنت مجنون؟!
- أنا عاشق
- وما العشق؟
- أن أنام كل مساءٍ محتمياً بصوتك
-ذلك الذي يأتي عبر خطوط الهاتف-
من أحلامي السيئة .
أن أصحو من نومي متخذاً من رسائلك القصيرة تميمة ضد الحظ السيئ.
- أنت مجنون !؟
- أنا عاشق .
مضيت أنتِ،
أخفيت أجنحتك وسويّت خصلات شعرك خلف الإيشارب ، وذهبت.
أعلم أنك غاضبة لأنني لم أكن جيداً كفاية هذا الصباح و نسيت أن أضع قليلاً من روحي كملحٍ لطعامك.
كنت وحيدا ، و مازال مارسيل خليفة يغني ل " ريتا " وعيونها العسلية والبندقية.
سأغنى أنا أيضاً :
كنت وحيدا ، و مازال مارسيل خليفة يغني ل " ريتا " وعيونها العسلية والبندقية.
سأغنى أنا أيضاً :
للهواتف المحمولة،
للرسائل القصيرة ،
لرائحة القهوة التي تنبعث من ثنايا صوتك.
جالساً على المقهى، أعطي ظهري للبحر ، أقرأ الجرائد، اكتفي بتعليقات فوق جدران غرفتي/ عالمي .
.
.
.
يتبع
التسميات: حكي