الاثنين، مايو ٢٢، ٢٠٠٦

كابوس !


" كان الشارع خالياً تماما إلا من ضوء الشمس
التي كانت تتوضأ لصلاة الفجر!
و كانت خيوطها ....
كمثل أطفال ينامون في أحضان الغبار "
أدونيس
" أسير وسط الشارع تماما ،الصمت يحيط بالمكان ، أحسست بتنميل خفيف في كتفي الأيسر .اكتشفت غياب يدي اليسرى ، لم أفزع !
تحسست باقي أعضائي حتى وصلت للميدان.
أحد عشر طريقا ، هكذا يتفرع الميدان ، اخترت الطريق السادس بلا تردد.
– ليس لأنه الأكثر ظلمه و لكن لأنه تماما في المنتصف –
أحسست بغربه شديدة في هذا الجزء من المدينة ، و كأن أهلها \ أهلي قد هاجروا و تركوني !، قطعت أذني اليمني و وضعتها كدليل بجانب إحدى كابينات التليفون
- المنتشرة كالسرطان في جسد المدينة-
تماما تحت تلك اللوحة الإعلانية الضخمة التي تحيط بسماء الميدان كله حاجبة عني ضوء القمر. سمعت رنين إحدى كابينات التليفون و أنا أخطو الخطوة الأولي في طريقي بحثاً عن الذراع اليسرى المختفية ، قبل أن أحسم أمري بالعودة رن تليفون آخر و آخر.....
هدرت أصوات التليفونات في أذني و كأن كل أهل المدينة يتصلون بي أنا الباقي الوحيد ! ركضت لأرفع سماعة التليفون ، جريت، و جريت ، بعدت عني المسافات ......، مددت يدي ..........."
طراااااااااااااااااااااااااخ ، وقعت من السرير !
انه مجرد كابوس ،
مجرد كابوس!
هكذا طمأنت نفسي ، تفلت يسرة و تمتمت بالمعوذتين و تأكدت من وجود ذراعي اليسرى و أذني في مكانهما.
تتوالد الأحلام – الكوابيس أيضا- في رأسي تماماً كالمناديل الملونة في جراب حاوي عجوز ، مهترئة و لكنها بلا نهاية.!.

الجمعة، مايو ١٩، ٢٠٠٦

حلم ثاني


أتذكرون ذلك الرجل العجوز الذي كان يرقص وحيداً في الميدان , الآن فقط اعرف من هو وأين رأيته قبل ذلك بعد أن قابلت أحد مصادري السرية ( أنتم بعيدين كفاية لكي أخبركم أن مصدري السري وهو عم " سيد الاستراتيجي " وتلك حكاية أخري سأخبركم بها لاحقا ) والذي أكد لي شكوكي بأنه أستاذ جمال و هو نفسه ذات الشخص الذي كان يرتدي جوارب وردية ويعتني بالخط عناية فائقة. واخبرني أيضا بان أستاذ جمال قضي الثلاثين عاما الأولي من عمره في ملاحقة النسوان وبعد أن أدركته الخمسون ترك أهله ومدرسته وأصبح مجذوب من مجاذيب الأولياء .
شيللاااااااااااااااااااااااااااااه يا سيدي العدوى
- طبعا أنتي لا تعرفين من هو سيدي العدوى هو الولي المختص بإرجاع الأطفال المفقودين وتلك حكاية أخري -
وعندما سألته عن تلك العشرين عاما التي نسيها ضحك : الله مش كان مدرس يا أستاذ . بالطبع لم اخبر عم سيد أني رأيت أستاذ جمال مع ميس X معلمة الموسيقي في إحدى المكاتب الخاوية وخمنت من ارتباكهما ما لم استطع رؤيته
– علي الرغم من مراقبتي لهم بعد ذلك كثيراً –
وان كان ما حدث بينهما , ذلك الذي لم أراه ,قد شكل مادة خصبة لأحلام أخري زارتني قبل ذلك. لم اخبر سيد كل هذا كنت مشغولا بأشياء أخري أكثر أهمية .
, لم يزرني أحد في أحلامي بعد ذلك لفترة من الوقت , هل لهذا علاقة بانشغالي بجارة جديدة بالمنزل المقابل؟ أو باستبدالي جهاز التلفزيون بأخر 29 بوصة؟ .لكنه عاد بعد أن نسيته الليلة الفائتة بنفس هيئته الرثة يطل من بلكونة في وسط السماء يلهو بقطع صغيرة من الورق الأبيض ويغني
" العتبة جزاز والسلم نيلو نيلو ... يا بنت يا ست الحتة كلك حلاوة اديني حتة ..العتبة جزاز والسلم نيلو نيلو... العتبة جزاز والسلم نيلو نيلو " .

حلم أول



في أحلامي ،يرقص رجل هزيل وحيد،
– تماما في وسط الميدان ، حيث لا يوجد هناك نافورة معطلة ، أو تمثال سريالي –

يرقص عي أنغام أوركسترا عبارة عن خليط من أطفال الشوارع و عساكر المرور .
محتضناً الفراغ من حوله يبدو كعاشق ولهان . متوحداً بحبيبته و بالموسيقي.
فجأة نظر ناحيتي نائما علي سريري و شكر أعضاء الأوركسترا و ابتعد .
ربما أزعجه صوت المنبه !؟ هكذا توقعت .
لكنه أخبرني في حلم لاحق أنه أحس بالخجل من عري حبيبته أمامي و أخبرني أيضا ً- قبل أن أسأله – أن تأثير "الكله" علي أعضاء الأوركسترا يلهيهم عن رؤيتها !!!!
طلب مني أيضا أن أرسل رجاء لرئاسة الجمهورية لإنشاء وزارة جديدة مختصة بشئون الدعاء و إضاءة الشموع لأولياء الله الصالحين و مضي ينشد :
"أغثني يا سيدي أحمد البدوي .. يا أبا اللسانين ،يا باب القبول ،يا أبا فراج ......حررت الأسري ففك قيدي ؟!
"أغيثيني يا رئيسة الديوان .. يا أم العواجز .. يا أمنا الرؤوم .. يا كريمة الدارين ... يا صاحبة الشورى"
يتبع ..............

الخميس، مايو ١٨، ٢٠٠٦

باب الأحلام

photo: Sayed El3arfeen

في الحلم تتساقط الكتب من سماء خضراء – لها طعم التوت النيئ! –،
و تثمر الأشجار برتقالا ذهبياً!.
في الحلم أيضا لا يصيبني الدوار في المواصلات العامة !
الحلم مثل الكتابة ، فيه تحضرني كل تلك الأشياء التي تبتدأ دائما بما يشبه علامات الاستفهام و أكثر عفوية .
أشياء تشبه تلك الدوائر الصغيرة علي سطح بركة من مياه المطر .
في أحلامي تطير الفراشات من حول الورود التي تزين ملابس النساء الداخلية، و تداعب خصلات شعر حبيبتي و هي تنام بحزن يليق ببنت في الثلاثين من عمرها.
أما في كوابيسي أجد عربات كثيرة تدهسني ، و لكني أنجو – دائما- بفضل منبه أبي الصيني الصنع ، و بفضل ابتهالات أمي الدائمة في صلاة الفجر.
يتبع ..............

الأحد، مايو ١٤، ٢٠٠٦

روح طاهرة

"ان داهمتك الرؤى صل
ألا يبتليك الله بالعشق في البلاد الغريبة . "
من وصايا سيد العارفين
روح طاهرة (2)
- I -
-حبيبتي :
موناليزا...... محجبة .
تحتمي بظل ابتسامتها
من مطر أسئلتي .
أنا :
لست الشاطر حسن ،
ولا أشبه رشدي أباظه .
أعاني من؛
جروح لا تندمل ،
و رؤي غير متحققة .
- منذ أن خدعني الجني و ترك المصباح -
لا أملك سوي ؛
روح طاهرة ،
قلب بحجم الكف
- مثل أي قلب أخر -
و محبة تكفي العالم كله .
-II -
- حبيبتي :
لها جناحان ،
و يحيط برأسها هالة من نور.
لا يمسها الا المطهرون .
أنا :
حفيد اٌدم الذي رأي ،
و اشتهي ،
و عصي .
و لم يتب بعد .

روح طاهرة

روح طاهرة
اهداء
اليكِ
:"قريبة أنت بما لا يكفي للقاء
...... بعيدة أنت بما يكفي لاهداء""
توطئة
"- ما الرؤيا ؟
...... إنما الرؤيا للنائم وحي ، و للمتيقظ جنون.
- و ما بينهما؟
...... شعر . "
من أقوال سيد العارفين
مساء عادي
بعيون محمرة
تابع ؛
مباريات كرة القدم ،
المسلسل العربي ،
أحدث الأغاني،
أخبار البورصة،
تجاهل
- كعادته -
أخبار المظاهرات التي حدثت / تحدث في الميدان المقابل.
و مثله مثل أصحاب الأرواح الطاهرة ،
ترحم علي شهدا ئه / ئنا في كل مكان
و نام .
فجر اليوم الأول
وحده ،
يلهو بهاتفه المحمول
و يمضي باحثاً عن حبيبة
تقبل أن يعيد رسم خطوط وجهه /وجهها .
ظهر اليوم الأول
في خطوط متعرجة
يسير مبتعداً ؛
عن الأرصفة ،
وعن عربات الأمن المركزي ،
- المنتشرة كالروماتيزم في مفاصل المدينة -
وعن عساكر الشرطة ،
-هؤلاء الطيبون المصابون بفقر الدم و سوء التغذية –
.يسير باحثاً عن امرأة تشاركه
حزنه ،
طيبته ،
أحلامه ،
سخريته ،
ضحكة مشروخة من أثر الدخان ،
و محبته تلك التي لا يملك غيرها .
مساء اليوم التالي
يعود إلى غرفته
محملاً بخطايا كثيرة و علبة سردين
.يغتسل من بقايا ضحكات ماجنة ،
و عطور رخيصة
علقت بروحه الطاهرة .
ليتابع بعيون محمرة
مباريات كرة القدم ،
المسلسل العربي ،
أحدث الأغاني،……………………

موقف الظل














أوقفني في الظل
علمني كيف أتهجي وجعي بلا حروف
و قال لي :
أغلق دوائرك خلفك
أغلق دوائرك خلفك
أغلق دوائرك خلفك .....
تبتدىء الرؤية .
أبو خليل ابن عبدالله الغريب و شهرته : سيد العارفين ©
الصوره Lost in Space ل Monir El.Shazly

السبت، مايو ١٣، ٢٠٠٦

الغريب

الغريب
إهداء:
أيتها الوديعه كمطلق الحب !!!
اليكِ…
اليكِ…
اليكِ…
حتي ترجعي .
تمهيد
:" عِش ألقاً …،و ابتكر قصيده و امضِ زد سعة الأرض "
أدونيس
-1-
ظل يدور في الشوارع ،ما زال أمامه ثلاثون دقيقه قبل ميعاد القطار . قادته قدماه لمقهي قديم ذى طراز اروبي ،جدران مغطاة بالمرايا و اعلانات لأنواع منقرضه من المياه الغازيه - اشرب كراش! - تحسس جيوبه قبل أن يجلس قُبالة التلفزيون العتيق ، طلب شاياً و وضع الجريده المسائيه بجواره .نظر للتليفزيون ، لمح مذيعه شقراء بدينه ، فشل في قراءه الكلمات أسفل الشاشه.
-ما ذكره بضرورة تغيير النظاره الطبيه -
تذكر قائمة طلبات زوجته عندما رأى اعلانا عن سمن صناعي بطعم البلدي و تحدي !!!!* طمأن نفسه بأن كل شيء سيصبح علي ما يرام بعد أن يبيع اخر قطعة من ميراث أبيه .ابتسم لنفسه عندما تخيل نفسه عائدا ظافرا بالمال و الطلبات .
-2-
- عفواً…… هل تسألني ؟
!قاطعه عجوز يجلس بالطاوله المجاوره و قبل أن يرد عليه .
- هل تسألني .. من أنا ؟
سؤال وجيه …… هه؟!
سأجيبك لا تبدو عليك ملامح المخبرين !
!لم يعطه العجوز أي فرصه للرد ، كان مندفعاً بكلامه
- أنا الغريب …
أكمل العجوز ، لم أدر ماذا أفعل … لقد باغتني هذا العجوز بجنونه ،
حاولت أن أستجمع شجاعتي ، مسحت عرقي و تشاغلت بالنظر للجريده .. أحسست برغبه في القييء ، تغلبت علي رغبتي تلك وقاطعت العجوز :
لم أسألك شيئا……… دعني و شأني .
لم يعرني العجوز أى اهتمام و أكمل حديثه و كأننا أصدقاء قدامي ..
- أتعرف ؟! عندما كنت صغيراً ،أردت دوما أن أطير!!… نعم أن أطير .. هل تعرف " عباس بن فرناس " ؟؟
أردت أن أصرخ في وجهه ، اتركني و شأني أيها المخبول مالي أنا تطير أو لا تطير …
كلكم مجانين في هذا العالم . أنا .. أنت و كلهم !
لكني لم أفعل ، فقط تجاهلته ما شجعه ان يستمر.
- لا لم أكن أريد أن أطير …. أردت دوما أن أسير في شوارع المدينه ،واضعا يدي في جيوبي متلصصا علي البيوت .أتعرف كما لو كنت مرتديا "طاقية الاخفا "
.بعد فتره من الصمت تشاغلت فيها بالنظر إلى الشوارع المزدحمة من النافذة العريضة للمقهى و ابتسمت لنفسي ها هي خطتي قد نجحت و سكت هذا العجوز المخبول .
- هل تضحك ؟
عاد العجوز للكلام .
- أنا الغريب !! هل تظنني بلا أهل ؟!لا بل لي أهل و زوجه و أصحاب.. و لكني تركتهم جميعاً ! او تركوني !أتعرف أهلي هم أعرق عائلات المدينه ، لقد مات جدي في الحرب الأولي المؤسسه لكل الحروب ،و قدمنا ثلاثه من اعمامي شهداء * في الحرب الثانيه .استشهد أبي أيضاً في الحرب الرابعه لكنه شارك في الحربين الثالثه و تلك الحرب المنسيه التي ساهمت في نكستنا/نكبتنا في ما تلاها من حروب .!
كنت مأخوذاً في ذكريات قديمه أثارها هذا المخبول . تذكرت هذا الطابور الطويل جداً الذي كنا -أنا و أمي - نقفه كل شهر و كيف كنت أتباهي بكون أبي شهيدا في مدينه قدمت ثلاث أرباع أهلها شهداء !
-تبدو مهتما ؟! ااااه أنا؟ لا لم أشترك في أي من تلك الحروب ،تم اعفائي من الخدمه العسكريه لحول يسيط في العين اليسري و مشاكل وراثيه في القلب .
في تلك اللحظه كان يبكي ثم قال :- لقد فقدت ابني أيضاً في تلك الحرب الأخيره و بعض من أحفادي
ثم أطلق ضحكه كالعواء و استدار مبتعداً و لدهشتي كان مقعداً ، ابتعد بكزسيه المتحرك …………أشفقت عليه وددت لو أناديه و استمع له .و علي باب المقهي … عوي صارخاً
- أنا الغريب …… ! ملك متوج أنا !!!!
و أخرج جناحيه من جيوبه و طار مبتعداً ! فركت عيني … لكن قطع سيل دهشتي صوت المذيع :"سيادة الرئيس …………………………………."
تذكرت ميعاد القطار أسرعت عائداً للمحطه لأجد قطاري قد فات .
-3-
تركت المحطه ، ظللت أدور في الشوارع ، سرت بلا هدف .
كم أردت دوماً أن أسير هكذا في شوارع مدينتي الخرساء ، بلا خريطه فكل الطرق تؤدي الي نفس المكان . فأنا المسافر الذي ينتظر القطار الفائت !
أحسست بسكينه غامضه و لدهشتي نبت لي جناحان أخفيتهما في جيوبي !
كنت مرعوباً من أن يكتشف الناس جناحاي اسرعت عائداً الي المقهي قابضاً علي أسرار نشوتي ……
ملك متوج أنا ! كل من حولي و ما حولي رعيتي !
عدت للمقهي لأجد نفس المذيعه البلهاء تتحدث في التليفزيون . فجأه قاطعني الجالس بجواري و لدهشتي كان يشبهني تماماً بنظارته الطبيه وملامحه الغير مميزه
- من أنت ؟
و بكل ثقه أجبته :- أنا الغريب ألم أخبرك من قبل!بدا مندهشا ، وددت لو أحكي له ..... لو أبصّره بما هو قادم ، لكني لم أفعل ....عندها توجهت لباب المقهى و طرت مبتعداً !!!!
-4-
زوجته الان ما زالت تنتظر عودته .
استولي أخوه علي ما تبقي من ميراثه و بني عليه مسجداً.
فاذا ما صادف و قابلته …………………
فاتصل بي .
* لقد قدمت عائلته اثنين من أعمامه فقط شهداء فالثالث مات اثر أزمه قلبيه !

(وصايا سيد العارفين )

قالوا لي :
"أن من لا رؤيا له
لا رؤية ولا رأى له "
فان داهمتك الرؤى
صل
ألا يبتليك الله بالعشق في البلاد الغريبة !!
هكذا كلمني سيد العارفين وقفل راجعا إلي قبره .

أحوال سيد العارفين

أحوال سيد العارفين
-في قرن ما-
حدثتني الشمس:
" هاك حقيبة السحر
كل تعاويذي
طلاسم الشعوذة
أهبها لك وحدك"*
وحدها الشمس حين تظهر
تتسع سماوات..
يتساقط مطر هنا ..
يبلل ظل شجره ما هناك ..!
-2-
-الآن-
الشمس تغازل قمرا ما
ترعى نجوما صغار ……
تهبهم حقائب مماثلة !
اصرخ:
يا شمس كوني بردا وسلاما .....
-3-
-في زمن قادم -
تهرب الشمس
باحثة عن سماء أخرى
مفسحة مكانا للقمر والنجوم ……
* للصديقة الشاعرة العمانية ريم اللواتي

الأربعاء، مايو ١٠، ٢٠٠٦

قتلته امرأة!

- الرؤيا-
تقف حبيبتي أمام مرآة الحمام,
تنظر طويلا إلي أرجلها المقوسة وتزيح جانبا
" ثلاث زجاجات فارغة من مزيل العرق
– المفضل لدي –
, فرشاة أسنان خضراء اللون
ومعجون أسنان للثة الحساسة ,
فوط صحية ,
Gillette Sensor Excell ,
سبعة عشر نوعا من مستحضرات التجميل ,
مناديل ورقية معطرة للأطفال ,
مضاد حيوي وعلاج لضغط الدم المنخفض
" ستزيح كل ما تقدم جانبا... وتبكي .
اتركي كل هذا لأنها ستخيب أملي للمرة المائه وتخفي ندوب روحها خلف طبقة رقيقة من كريم الأساس الفاتح وتخرج في كامل زينتها بصحبه خطيبها.
هامش أول
.قالوا لي صغيرا: لا تخطب علي خطبة أخيك
و أخبرني البائع أمس : أن كأسين من النبيذ الجيد ستجلب الشعر .
صدقوا جميعا
و كذبت رؤياي
فها هم يخطبون علي خطبة "أخيهم
وكأسين من النبيذ الجيد لم تجلب لي الا صورتها !
كما أخبرني عمي الميت
: بأن الضحكة متي كانت لغيرك أضحت مميتة !
هامش ثاني
"يا عاقدَ الحاجبينِ..
على الجبينِ اللجين
ِإن كنتَ تقصِدُ قتلي
قتلتني مرتينِ!
.......
قتلتني مرتينِ..
يا عاقدَ الحَاجبينِ..!"
و ستقول المصادر : قتلته امرأة لها صوت فيروز و أرجل مقوسة.
وسأقول أنا : هي امرأة لا تشبه إلا نفسها ,
صباحاتها بطعم القهوة المرة وكيك البرتقال ,
امرأة تتخطي حدود اللغة الميتة ,
تعيد الحروف لسيرتها الأولي,
تمنحها بهاءاً أبديا.
أكاد أري حرف العين يبكي وها هي " السين " تتشكل قلوب حمراء كتلك التي تزين كشاكيل المراهقين
سيقولون: قتلته بضحكتها المميتة.
لا تقلقي سأصحو من موتي
وأقول لهم :
بان لدي ترياقاً
–- هو مزيج من الشعر والبلاهة –-
يصلح للهزائم المتكررة ,
- لغدر الأصدقاء ,
- ورذالة مندوبي المبيعات الجائلين.
- ويصلح بالطبع ضد الضحكات المميته

رغبات صغيره

"الـناسُ نـيـام ..
مـتـى مـا مـاتـوا
انـتـبـَهـوا...!"
الأمام علي - عليه السلام -
هذا الجوعُ إلى مطلق امرأةٍ
هو ما يجعلني أكثرَ حذراً
عندما أحلق ذقني كل صباح
أخافُ جرحاً صغيراً
تنفلتُ منه رغباتي المحبوسه
و هو ما يجعلني أيضا\
ألوم القدر
عندما يفشل أحياناً..
في توصيل الأحلام إلى أصحابها!
يقولون ان الجن الان يسكنون زجاجات ( البيبسي )
هل أستطيع أن أحك زجاجة (بيبسي)....؟؟؟؟!
"زعلي طول أنا و ياك
وسنين بقيت.
.جرب فيهن أنا إنساك..
ما قدرت نسيت"
……تغني (فيروز)
بينما احاول سد جروح وجهي ....................
ما زلت أحاول.

الطباشير الملون

اهداء أول
الى البنت التي مهما غابت
يوجعني حضورها !!!
الى ... وفاء ادريس.
اهداء ثاني
الى هذا الذي بلا وطن
يا ليتني املك غير الكلمات.
الطباشير الملون
اليوم عيد ميلاده ، أطفأ شموع عمره و أغلق نوافذ بيته و استلقى كعادته كل مساء ، صحا من نومه ، لم يحلق ذقنه فقط .. ارتدي معطفا قديما و انطلق الى الشارع .
حملق كثيرا في اللافتات ، غنى مع تماثيل الميدان أغنيته المفضلة
" أدي اللي كان و أدي القدر و أدي المصير .. و نودع الماضي و حلمه الكبير ... ايه العمل في وقت ده يا صديق .. غير اننا عند افتراق الطريق .. "
في السابعة امتلأت الشوارع ، امتزجت الدهشة باللامبالاة في عيون العابرين ، حاول أن يوقف بعض المارة .. لم يعره احد اهتماما ، لم يستسلم ، امتطى صهوة حلمه و ترك الميدان ، جلس هناك على حافة الرصيف المقابل - يعيش بطلنا في مدينة لا يحتل الباعة الجائلون أرصفتها - أخرج طباشيره الملون ، بدأ يرسم.
-1-
رسم طفلا يجري على شاطئ البحر يحمل مفتاحا يلوح مودعا لسفن كثيرة تحمل عجائز و أطفال يبكون ، كان هناك ثقب صغير بجوار القلب ينز دماترك اللوحة ......
-2-
رسم طفلة بضفائر ، وعينين عسليتين و انف دقيق ، تجلس على ركام منزل و بيدها عرسوة متفحمة ...... كانت تبكي !
جلس ليستريح على حافة الرصيف ، أشعل سيجارة تبدي له دخانها حماما أبيض ، لدهشته لمح الطفل ينهض من لوحته ، أمسك بكف الطفلة و اختفيا !!!!!
أشاح بيديه الدخان ، رآهما هناك في وسط الميدان .. هو ينزف و هي تبكي .لدهشته أكثر رآها تمطر - في يونيو - اختلطت قطرات المطر بدمائه على الأسفلت .
استوقف بعض المارة ، أقسم بأن الطفل الآن يشرب ماء المطر من كفيها ، لم يصدقه أحد - لكنهم هناك البنت حلت ضفائرها و ارتدت فستان زفاف أبيض يتلألأ تحت أشعة الشمس - اختفى المطر -كانت تحمل بيديها كفنا أبيض . الولد يركض هناك مازال ينزف راسما بدمه خريطة للوطن ، فجأة اختفى كل منهما .- لكنهم هناك ....... تاهت كلماته وسط الزحام لكن لم يستطع أحد أن يفسر قطرات الماء الممزوجةبالدماء على الأسفلت أو ذاك المفتاح الملقى جانب الرصيف.
لم يجادلهم .. عاد لبيته و اختفى .
-3-
تعددت الروايات حوله
* قال البعض بأنه مات مختنقا بتسرب في الغاز الطبيعي
* أكد البعض الآخر أنهم رأوه خادما في ضريح أحد الأولياء
مالم يعرفه أحد أنه عاد لبيته و بعد نوم عميق التحق بوظيفة حكومية ، و سافر اعارة لأحد البلاد النفطية ......

حلم

حلم
أن تخيط جرحك بيمينك
لا يعني أنك أكثر مهارة
بل أنك
ستظل
وحيداً